الهمبل: أنغام الصحراء الخالدة على ظهور الإبل في عُمان
صدى التراث في مسيرة الهجن: استكشاف فن الهمبل العُماني الأصيل

يُعد التراث الثقافي غير المادي في سلطنة عُمان نسيجاً غنياً يعكس عمق التاريخ وثراء البيئة وتجذر القيم، وفي قلب هذا النسيج يتربع فن الهمبل كواحد من أبرز أشكال التعبير الشعري والغنائي. هذا الفن، الذي يؤديه الرجال بأصواتهم الشجية وهم يمتطون صهوات الإبل، ليس مجرد غناء عابر، بل هو سجل تاريخي شفوي وممارسة اجتماعية أصيلة.
في هذه المقالة الأكاديمية، سنسبر أغوار فن الهمبل، مع التركيز بشكل خاص على “همبل البوش”، وهو الشكل المرتبط بمسيرة الإبل، لنكشف عن أبعاده التاريخية، وخصائصه الأدائية، وسماته الشعرية والموسيقية، ومكانته الراسخة في المنظومة الثقافية العُمانية، وكيف استمر الهمبل كفن حي ينبض في قلب الصحراء ويروي حكايات الإنسان والجمل.
مقدمة في فن الهمبل وتجلياته
يُمثل الهمبل أحد أبرز الفنون التقليدية في سلطنة عُمان، وهو في جوهره مسيرة غنائية جماعية يؤديها الرجال. يتخذ هذا الفن شكلين رئيسيين، لكل منهما سياقه وأسلوبه الخاص، ورغم اشتراكهما في الاسم والبنية العامة كمسيرة غنائية، إلا أنهما يختلفان في الأداء والوظيفة. الشكل الأول والأكثر شيوعاً هو “همبل الرزحة”، والذي يُعتبر بمثابة المقدمة أو المسيرة التي تسبق فن الرزحة، وهو فن المبارزة بالسيوف والمطارحات الشعرية. في هذا النوع، يسير الرجال على أقدامهم في صفوف متوازية، حاملين سيوفهم أو بنادقهم، ويتقدمهم قارعو الطبول (الكاسر والرحماني)، ويكون إيقاعه ثنائياً ونشطاً ليتناسب مع وقع أقدام المسيرة. هذا الشكل من الهمبل هو بمثابة إعلان عن بدء مناسبة كبرى، ودعوة للرجال للانضمام إلى ساحة الرزحة.
أما الشكل الثاني، وهو محور تركيزنا، فيُعرف بـ “همبل البوش” أو “همبل الهجن”، وهو ذلك الغناء الشعري الذي يؤديه الرجال وهم على ظهور الإبل. يرتبط هذا النوع ارتباطاً وثيقاً بحياة البداوة والترحال في الصحراء العُمانية الشاسعة، ويُؤدى أثناء تنظيم مسيرة الهجن قبل انطلاق سباقات العرضة أو في الاحتفالات الوطنية الكبرى والمهرجانات التراثية. يختلف إيقاع ولحن الهمبل في هذه الحالة ليتناغم مع الحركة الإيقاعية المتمايلة للإبل وهي تسير بخيلاء. إن فن الهمبل بشقيه يعكس جانباً مهماً من جوانب الثقافة العُمانية، لكن يظل الهمبل المرتبط بالإبل هو الأكثر تعبيراً عن العلاقة الفريدة التي تربط الإنسان العُماني بصديقة دربه في الصحراء، وهو ما يجعله جديراً بالدراسة والتوثيق. لقد كان الهمبل ولا يزال صوتاً للبادية، يحمل في طياته قصص الفخر والشجاعة والكرم.
الجذور التاريخية: الهمبل كصدى لحياة البادية
لا يمكن فهم نشأة فن الهمبل بمعزل عن البيئة الصحراوية التي وُلد فيها وعن أهمية الإبل في حياة المجتمع العُماني، خاصة في المناطق البدوية. فالإبل، أو “البوش” كما تُعرف محلياً، لم تكن مجرد وسيلة للتنقل، بل كانت شريكاً أساسياً في حياة الإنسان، وعصب اقتصاده، ورفيقة دربه في ترحاله الطويل عبر الفيافي والقفار. في هذا السياق، نشأ الهمبل كتعبير فني ووظيفي في آن واحد. لقد كانت القوافل تقطع مسافات هائلة، وكان لابد من وسيلة للترويح عن النفس، وتنظيم إيقاع المسير، وبث الحماس في نفوس المسافرين. هنا، برز الهمبل كغناء جماعي يكسر صمت الصحراء المترامي ويحول مشقة السفر إلى تجربة اجتماعية متناغمة.
تاريخياً، ارتبط أداء الهمبل بالاستعداد للأحداث الهامة، سواء كانت اجتماعية كالأعراس والاحتفالات، أو اقتصادية كرحلات التجارة، أو حتى عسكرية كالتأهب للدفاع عن القبيلة. كان صوت الهمبل بمثابة إعلان متحرك، يصل صداه إلى القبائل والعشائر المجاورة، فيعلمون بقدوم جماعة ما أو بحدث جلل. أما “همبل البوش” على وجه الخصوص، فقد كان جزءاً لا يتجزأ من ثقافة “العرضة”، وهي استعراضات الخيل والإبل التي تُظهر مهارة الفرسان والركبان وجمال وأصالة مطاياهم. قبل بدء ركض العرضة، تتجمع الهجن في صفوف منتظمة، ويبدأ الرجال في أداء الهمبل، لضبط المسيرة وتهيئة الأجواء لهذا الحدث التراثي الهام. إن دراسة تاريخ الهمبل هي في الحقيقة دراسة لتاريخ العلاقة العضوية بين البدوي وناقته، وكيف تحولت هذه العلاقة إلى مصدر إلهام لأحد أعرق الفنون الشفهية في المنطقة.
طقوس الأداء: لوحة حركية وصوتية مهيبة
إن أداء “همبل البوش” عبارة عن مشهد فني متكامل تمتزج فيه الحركة بالصوت، وتتجلى فيه معاني الفخر والهيبة. إنه ليس مجرد غناء، بل هو استعراض منظم له طقوسه وقواعده التي توارثتها الأجيال. يكمن جمال الهمبل في بساطته الظاهرة وعمقه التنظيمي، حيث تتحول مجموعة من الركبان وهجنهم إلى لوحة فنية متحركة تنبض بالحياة.
يبدأ المشهد بتجمع الرجال على ظهور هجنهم الأصيلة، والتي غالباً ما تكون قد زُينت بأجمل الأدوات التقليدية. ينتظم الركبان في صفوف متوازية، وبين كل صف وآخر مسافة تسمح بحرية الحركة. على عكس “همبل الرزحة” الذي تقوده الطبول، يعتمد “همبل البوش” بشكل أساسي على الأصوات البشرية التي تتناغم مع الإيقاع الطبيعي لحركة الإبل. يبدأ أحد الشعراء أو “الشلاّلة” (مؤدي الشلة) المتمكنين بقوة صوته وحفظه للقصائد، بإلقاء الشطر الأول من القصيدة (الصدر)، ثم يردد بقية المشاركين الشطر الثاني (العجز) بصوت جماعي قوي ومتناغم. هذا التناوب بين القائد والمجموعة يخلق حواراً صوتياً يتردد صداه في الأرجاء، ويضفي على المسيرة جواً من الرهبة والجمال. إن أداء الهمبل يتطلب مهارة عالية في التحكم بالجمل، وقدرة على مواءمة الصوت مع حركة المطية، مما يعكس خبرة الركبان وتمرسهم. ويعتبر هذا الشكل من الهمبل جزءاً لا يتجزأ من الفعاليات التراثية الكبرى.
لفهم أعمق لطقوس أداء الهمبل، يمكن تفصيل مكوناته الرئيسية في النقاط التالية:
- التنظيم الصفي: يشكل المشاركون في الهمبل صفوفاً مستعرضة ومتوازية. هذا التنظيم ليس عشوائياً، بل يهدف إلى خلق منظر مهيب ومنظم، ويعكس روح الجماعة والانضباط التي هي من قيم البادية.
- الشاعر القائد (الشلاّل): يتصدر المسيرة أو يكون في مقدمة أحد الصفوف شاعر متمكن، يتميز بذاكرة قوية تحفظ العديد من قصائد الهمبل، وبصوت جهوري يستطيع أن يقود المجموعة. هو من يبدأ “الشلة” أو القص��دة، ويعطي الإشارة للآخرين للترديد.
- الترديد الجماعي: يكمن سر قوة الهمبل في الترديد الجماعي. فعندما يردد عشرات الرجال بصوت واحد شطر القصيدة، فإنهم ��ا يرددون كلمات فحسب، بل يؤكدون على تكاتفهم ووحدتهم. ��ذا الترديد الجماعي هو ما يحول الهمبل إلى تجربة مؤثرة.
- التناغم مع حركة الإبل: الإيقاع في “همبل البوش” مستمد من حركة الإبل نفسها. فالجمل يسير بإيقاع منتظم ومتمايل، ويقوم المؤدون بمواءمة غنائهم مع هذا الإيقاع، مما يخلق حالة فريدة من الانسجام بين الإنسان والحيوان. هذا التناغم هو جوهر الهمبل الذي يميزه عن غيره من الفنون.
الخصائص الشعرية: ديوان البادية الشفوي
الشعر هو روح الهمبل وعماده الأساسي. فالكلمات المنغومة التي يرددها الرجال ليست مجرد أبيات عابرة، بل هي نصوص شعرية محكمة، تحمل مضامين عميقة وتعبر عن قيم المجتمع وثقافته. يُعد شعر الهمبل جزءاً من ديوان البادية الشفوي الذي حفظ تاريخهم وأمجادهم وأحاسيسهم. يتميز هذا الشعر ببساطة لغته وجزالة معانيه، وقدرته على التأثير المباشر في نفوس السامعين.
تُبنى قصائد الهمبل غالباً على بحر البسيط من الشعر الفصيح، أو ما يوازيه في الشعر النبطي، وهو بحر شعري يتميز بإيقاعه الواضح والمنضبط الذي يسهل غناؤه في المسيرات. تتألف القصيدة من أبيات قصيرة، كل بيت مقسم إلى شطرين، مما يسهل عملية التناوب بين الشاعر القائد والمجموعة. أما من حيث المحتوى، فإن شعر الهمبل يتناول أغراضاً محددة تعكس المناسبة التي يُقام فيها، وتبرز القيم التي يعتز بها المجتمع. إن فهم هذه الأغراض الشعرية يمنحنا نافذة نطل منها على عقلية الإنسان الذي أبدع هذا الفن.
يمكن تلخيص الأغراض الرئيسية لشعر الهمبل في النقاط التالية:
- الفخر والاعتزاز: يعتبر الفخر بالقبيلة والوطن والأصل والنسب من أبرز أغراض شعر الهمبل. تردد الأبيات أمجاد الأجداد وبطولاتهم، وتذكر بمآثرهم، مما يعزز الشعور بالانتماء والهوية لدى المشاركين.
- المديح: يُعد المديح، وخاصة مديح الحكام والشيوخ وأصحاب المكانة، غرضاً أساسياً في قصائد الهمبل، خصوصاً تلك التي تُؤدى في المناسبات الوطنية والرسمية. تُبرز هذه القصائد صفات الكرم والشجاعة والحكمة في الممدوح، وتُعد شكلاً من أشكال التعبير عن الولاء والتقدير.
- وصف الإبل: تحتل الإبل مكانة خاصة في شعر الهمبل. يتفنن الشعراء في وصف جمالها، وسرعتها، وأصالتها، وقدرتها على التحمل. هذه الأوصاف لا تقتصر على المظهر الخارجي، بل تمتد لتشمل طباعها وخصالها، مما يعكس العلاقة العميقة التي تربط البدوي بناقته.
- التحية والسلام: في كثير من الأحيان، يكون الهمبل بمثابة تحية ترحيب بقدوم ضيوف، أو تحية سلام تلقيها جماعة عند مرورها بأخرى. تكون الأبيات في هذه الحالة بسيطة ومباشرة، وتحمل معاني الود والاحترام.
- الغزل والحكمة: على الرغم من أن الطابع العام لشعر الهمبل هو الحماسة والفخر، إلا أنه قد يتضمن أيضاً أبياتاً في الغزل العفيف أو الحكمة التي تلخص تجارب الحياة ودروسها.
إن شعر الهمبل هو سجل حي لقيم المجتمع، فهو يعلم الأجيال الجديدة تاريخها، ويرسخ فيهم قيم الشجاعة والكرم والولاء، ويحافظ على اللغة بلهجتها المحلية الأصيلة، مما يجعل من فن الهمبل مدرسة شعرية متنقلة.
الإيقاع واللحن: نبض الصحراء المتناغم
تكمن فرادة الهمبل الموسيقية في ارتباطه العضوي بإيقاع حركة الكائن الذي يُؤدى على ظهره. فإذا كان “همبل الرزحة” يعتمد على إيقاع ثنائي سريع تضبطه الطبول ليتماشى مع خطى الرجال المتسارعة، فإن “همبل البوش” يستمد إيقاعه من حركة الإبل الرتيبة والهانئة. إن سير الجمل، الذي يتميز بالتمايل المدروس والخطوات الواسعة والمنتظمة، يفرض إيقاعاً أبطأ وأكثر وقاراً على الغناء المصاحب له. هذا الإيقاع ليس مجرد خلفية موسيقية، بل هو جزء لا يتجزأ من هوية هذا الفن، حيث يصبح خف الجمل على رمال الصحراء بمثابة نقرة إيقاعية طبيعية ينسج عليها المؤدون ألحانهم.
اللحن في الهمبل (أو “الناحية” كما قد يسمى أحياناً) بسيط ومقامه محدود، لكنه شديد التأثير. فهو مصمم ليناسب الأداء الجماعي وليس الأداء الفردي المعقد. يعتمد اللحن على تكرار جملة موسيقية قصيرة تتناغم مع تفعيلات البحر الشعري المستخدم. هذا التكرار، بالإضافة إلى قوة الأداء الجماعي، يخلق حالة من “الطرب” الصحراوي الذي يأسر المستمعين ويأخذهم في رحلة عبر الزمان والمكان. لا يستخدم الهمبل عادة آلات موسيقية، بل يعتمد كلياً على الحنجرة البشرية، مما يجعله فناً نقياً يبرز جمال الصوت الإنساني وقدرته على خلق التناغم. إن بساطة اللحن وقوة الإيقاع تجعل من السهل على أي شخص في المجموعة المشاركة في الأداء، مما يعزز من الطابع التشاركي والجماعي لفن الهمبل.
الهمبل في منظومة فنون الإبل الشفهية
لا يقف الهمبل وحيداً في عالم الفنون الشفهية العُمانية المرتبطة بالإبل، بل هو جزء من كوكبة غنية تضم فنوناً أخرى مثل “التغرود” و”الحداء”. ولكل من هذه الفنون خصائصه ووظيفته التي تميزه، وفهم هذه الفروقات يساعد على تحديد مكانة الهمبل بشكل أدق.
- التغرود: هو فن شعري وغنائي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. يؤدى التغرود أيضاً على ظهور الإبل، لكنه غالباً ما يأخذ شكل حوار شعري أو “مطارحة” بين شخصين، حيث يغني أحدهما بيتاً ويرد عليه الآخر ببيت على نفس الوزن والقافية. إيقاعه يتناغم مع سرعة سير الإبل، ومواضيعه متنوعة تشمل الوصف والغزل والحكمة والفخر. بينما الهمبل فن مسيرة جماعي بالدرجة الأولى، يعتمد على قائد ومجموعة، فإن التغرود أقرب إلى الحوار الثنائي.
- الحداء: هو نداء شفوي يستخدمه الرعاة لتوجيه قطعان الإبل أو لتهدئتها أو لحثها على الشرب أو المسير. أُدرج الحداء أيضاً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. الحداء ليس فناً شعرياً بالضرورة، بل هو مجموعة من الأصوات والنغمات والإيماءات التي تفهمها الإبل وتستجيب لها. إنه لغة تواصل فريدة بين الراعي وإبله. يمكن القول إن الحداء هو الجانب الوظيفي الصرف للتعبير الصوتي المرتبط بالإبل، بينما يمثل الهمبل والتغرود الجانب الفني والشعري.
بهذا المعنى، يمكن النظر إلى الهمبل على أنه فن المسيرات والمناسبات الكبرى، والتغرود فن الحوار والترويح أثناء السفر، والحداء لغة العمل اليومي مع الإبل. تتكامل هذه الفنون الثلاثة لتشكل منظومة شفهية متكاملة تعبر عن كل جوانب العلاقة بين الإنسان العُماني والإبل، ويحتل الهمبل فيها مكانة خاصة كفن استعراضي وجماعي بامتياز.
الأهمية الاجتماعية والثقافية واستمراريته
تتجاوز أهمية فن الهمبل كونه مجرد أداء فني، لتلامس جوهر الحياة الاجتماعية والثقافية في عُمان. فهو أداة فعالة لتعزيز الروابط الاجتماعية وبث روح التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع. فعندما يجتمع الرجال لأداء الهمبل، فإنهم لا يشاركون في نشاط ترفيهي فحسب، بل يؤكدون على انتمائهم لمجموعة واحدة تشترك في نفس القيم والتاريخ. كان الهمبل وسيلة لنقل الأخبار، وحفظ الأنساب، وتوثيق الأحداث الهامة، مما جعله أرشيفاً شفوياً للمجتمع قبل عصر التدوين.
في العصر الحديث، ومع تغير أنماط الحياة، لم يفقد الهمبل بريقه، بل اكتسب أبعاداً جديدة. أصبح الهمبل رمزاً للهوية الوطنية والتراث الأصيل، وجزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات الوطنية والمهرجانات التراثية التي ترعاها الدولة، مثل المهرجان السلطاني لسباقات الخيل والهجن. هذه الفعاليات تضمن استمرارية فن الهمبل وتقديمه للأجيال الجديدة والجمهور العالمي. إن وجود مقاطع فيديو عديدة لفن الهمبل على منصات مثل يوتيوب يمثل شكلاً حديثاً من أشكال التوثيق والنشر، ويساهم في الحفاظ على هذا الموروث القيم. إن استمرار أداء الهمبل بنفس الحماس والقوة هو دليل على تجذر هذا الفن في الوجدان العُماني، وقدرته على التكيف مع متغيرات العصر مع الحفاظ على جوهره الأصيل. إن الهمبل ليس مجرد ذكرى من الماضي، بل هو صوت حي ومستمر، يربط الحاضر بالماضي ويؤكد على أصالة الهوية الثقافية العُمانية.