حماة في العصر الحديدي: مركز حضاري في قلب بلاد الشام

جدول المحتويات
النقاط الرئيسية
- حماة في العصر الحديدي: كانت حماة، الواقعة على نهر العاصي في سوريا، مركزًا حضريًا هامًا خلال العصر الحديدي (حوالي 1200-500 ق.م)، حيث تطورت من جزء من مملكة بالستين إلى عاصمة مملكة حماة النيو-حثية/الآرامية.
- الأهمية التاريخية: تشير الأدلة إلى أن حماة كانت مركزًا تجاريًا وثقافيًا، مع تجارة واسعة مع إسرائيل ويهوذا، وشهدت صراعات مع الآشوريين، خاصة في معركة قارقار (853 ق.م) وتدميرها عام 720 ق.م.
- الاكتشافات الأثرية: كشفت الحفريات الدنماركية في الثلاثينيات عن قصر ومعبد مخصص لإله القمر سين، إلى جانب نقوش باللغات اللوفية والآرامية والآشورية.
- النصوص القديمة: تُذكر حماة في الكتاب المقدس كـ”حماة الكبرى” وفي النقوش الآشورية، مما يوفر رؤى حول أهميتها السياسية والثقافية.
- الجدل: هناك نقص في البيانات عن حماة في العصر الحديدي الأول، مما يجعل بعض التفاصيل غير مؤكدة، لكن الأدلة تشير إلى استمرارية الاستيطان والنشاط الاقتصادي.
مقدمة عن حماة
تقع مدينة حماة على ضفاف نهر العاصي في وسط سوريا، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. يبدو أن حماة في العصر الحديدي كانت مركزًا حيويًا، حيث ازدهرت كجزء من مملكة بالستين في العصر الحديدي الأول (1200-1000 ق.م) ثم كعاصمة لمملكة حماة في العصر الحديدي الثاني (1000-720 ق.م). موقعها الاستراتيجي جعلها نقطة تجارة رئيسية، وربطتها بشبكات تجارية مع إسرائيل ويهوذا ومناطق أخرى.
نظرة عامة على العصر الحديدي
يُعتبر العصر الحديدي فترة تحول كبيرة في الشرق الأدنى، حيث انهارت إمبراطوريات مثل الحثية ومصر الجديدة، وظهرت دول جديدة. يبدو أن استخدام الحديد أدى إلى تطورات في التكنولوجيا والحرب، مما عزز قوة المدن مثل حماة في العصر الحديدي.
الأهمية الأثرية
تشير الحفريات إلى أن حماة في العصر الحديدي كانت مركزًا حضريًا متقدمًا، مع قصر فخم ومعبد مخصص لإله القمر سين. النقوش المكتشفة، بما في ذلك مسلة زاكور، توفر معلومات عن الحكام والأحداث السياسية.
مقدمة
تُعد مدينة حماة، الواقعة على ضفاف نهر العاصي في وسط سوريا، واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى العصور الحجرية الحديثة. خلال العصر الحديدي (حوالي 1200-500 ق.م)، برزت حماة في العصر الحديدي كمركز حضري وتجاري هام، حيث تطورت من جزء من مملكة بالستين إلى عاصمة مملكة حماة النيو-حثية/الآرامية. موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة جعلها نقطة التقاء بين بلاد الشام وما بين النهرين، مما ساهم في ازدهارها الاقتصادي والثقافي. في هذه المقالة، نستعرض تاريخ حماة في العصر الحديدي، مع التركيز على تطورها السياسي، الاقتصادي، والثقافي، مستندين إلى الأدلة الأثرية والنصوص القديمة. ويكيبيديا: حماة
العصر الحديدي: نظرة عامة
شهد العصر الحديدي تحولات كبيرة في الشرق الأدنى، حيث انهارت إمبراطوريات مثل الحثية ومصر الجديدة حوالي 1200 ق.م، مما أدى إلى ظهور ممالك جديدة مثل مملكة حماة. في حماة في العصر الحديدي، بدأ استخدام الحديد على نطاق واسع، مما أحدث ثورة في التكنولوجيا والحرب. هذه الفترة، التي تُقسم عادة إلى العصر الحديدي الأول (1200-1000 ق.م) والعصر الحديدي الثاني (1000-586 ق.م)، شهدت تطور المدن كمراكز سياسية واقتصادية. كانت حماة في العصر الحديدي جزءًا من هذا التطور، حيث أصبحت مركزًا للقوة الإقليمية.
حماة في العصر الحديدي الأول (1200-1000 ق.م)
في أعقاب انهيار الإمبراطورية الحثية حوالي 1200 ق.م، ظهرت ممالك سورو-حثية في سوريا وجنوب شرق تركيا، ومن بينها مملكة بالستين (أو والستين). كانت حماة في العصر الحديدي جزءًا من هذه المملكة، التي حكمها الملك تايتا وخلفاؤه. امتدت مملكة بالستين من وادي العموك في الغرب إلى حلب في الشرق، وجنوبًا إلى مهردة وشيزر، وهي مناطق تشمل حماة. تشير الأدلة الأثرية من مواقع قريبة مثل تل طيينات إلى وجود استيطان مستمر، مع بقايا فخار وعناصر معمارية سكنية. على الرغم من ندرة المعلومات المحددة عن حماة في العصر الحديدي الأول، إلا أن موقعها على نهر العاصي يشير إلى استمرارية النشاط الاقتصادي والزراعي.
حماة كعاصمة لمملكة حماة (1000-720 ق.م)
في العصر الحديدي الثاني، أصبحت حماة في العصر الحديدي عاصمة مملكة حماة، وهي دولة آرامية/نيو-حثية مزدهرة. كانت مملكة حماة تتاجر على نطاق واسع، خاصة مع مملكتي إسرائيل ويهوذا. وفقًا للكتاب المقدس، أرسل الملك توعي (أو توءي) هدايا من الذهب والفضة والبرونز إلى الملك داود بعد هزيمة حداد عزر ملك صوبة (صموئيل الثاني 8:9-11). شهدت حماة في العصر الحديدي سلسلة من الحكام، منهم إرخوليني (أورهيلينا) الذي قاد تحالفًا ضد الآشوريين في معركة قارقار عام 853 ق.م، وزاكور الذي انتصر على تحالف من الملوك كما هو مسجل في مسلة زاكور حوالي 785 ق.م. تعرضت حماة للغزو الآشوري عدة مرات، حيث استولى تجلاث بلاسر الثالث على مدنها عام 743 ق.م، ودمرها سرجون الثاني عام 720 ق.م، مع إعادة استيطانها بالآشوريين.
الملوك والحكام
شهدت حماة في العصر الحديدي سلسلة من الحكام الذين تركوا بصماتهم في تاريخ المنطقة. تشمل القائمة:
الملك | الفترة (ق.م) | ملاحظات |
---|---|---|
توعي | 1010-990 | أرسل هدايا إلى داود، حسب الكتاب المقدس. |
يورام/هدورام | 990-960 | ابن توعي، واصل العلاقات مع إسرائيل. |
زاكير الأول | 860s | مذكور في نقوش القرن التاسع. |
إرخوليني | 850s-847 | قاد تحالفًا في معركة قارقار ضد شلمنصر الثالث. |
أوراتاميس | 847-? | ابن إرخوليني، حاكم تابع. |
زاكير الثاني | 830 | انتصر على تحالف ملوك، حسب مسلة زاكور. |
زاكير الثالث | 765 | حاكم تابع، ربما تحت النفوذ الآشوري. |
إنيل-إيلو | 740s-730s | أصبح حاكمًا تابعًا للآشوريين. |
ياهو-بيهدي | ?-720 | حاكم آشوري، قاد تمردًا وأُعدم عام 720 ق.م. |
تُظهر هذه القائمة تنوع الحكام وتأثيرهم على حماة في العصر الحديدي.
العلاقات السياسية والعسكرية
كانت حماة في العصر الحديدي مركزًا سياسيًا هامًا، حيث شاركت في صراعات وتحالفات إقليمية. في عام 853 ق.م، قاد إرخوليني تحالفًا مع حداد عزر ملك آرام-دمشق ضد شلمنصر الثالث في معركة قارقار، بجيش ضم 4000 عربة و2000 فارس و62000 جندي مشاة. على الرغم من نجاح التحالف في إبطاء التقدم الآشوري، إلا أن حماة في العصر الحديدي واجهت ضغوطًا متزايدة. في عام 743 ق.م، استولى تجلاث بلاسر الثالث على مدن حماة ونقل 1223 من سكانها إلى وادي دجلة العليا. بحلول عام 720 ق.م، دمر سرجون الثاني حماة، وأُعدم الملك إيلو-بيهدي، وأُعيد استيطان المدينة بالآشوريين.
الاقتصاد والتجارة
ازدهرت حماة في العصر الحديدي اقتصاديًا بفضل موقعها على نهر العاصي، مما جعلها مركزًا زراعيًا وتجاريًا. تشير النصوص إلى تجارة واسعة مع إسرائيل ويهوذا، حيث كانت المعادن مثل الذهب والفضة والبرونز من السلع الرئيسية. كما دعمت الزراعة، خاصة الحبوب والفواكه، اقتصاد المدينة. النصوص المسمارية المكتشفة في حماة، بما في ذلك الرسائل والوثائق الإدارية، تشير إلى نظام اقتصادي منظم. كانت حماة في العصر الحديدي نقطة عبور للقوافل التجارية، مما عزز مكانتها كمركز إقليمي.
المجتمع والثقافة
كانت حماة في العصر الحديدي مركزًا ثقافيًا يجمع بين التأثيرات النيو-حثية والآرامية. استخدمت اللغتان اللوفية والآرامية في النقوش، مما يعكس التنوع الثقافي. تشير الأدلة إلى وجود معبد مخصص لإله القمر سين، مما يشير إلى ممارسات دينية متأثرة بالتقاليد الميسوبوتامية. النصوص المسمارية تكشف عن ممارسات السحر والتنبؤ، مما يعكس معتقدات دينية معقدة. كما يشير القصر المكتشف إلى وجود طبقة حاكمة مرفهة، مع ديكورات ملونة وأوراق ذهبية.
الاكتشافات الأثرية
كشفت الحفريات الدنماركية في حماة (1931-1938) عن بقايا من العصر الحديدي، بما في ذلك قصر فخم بطابق سفلي للتخزين وطابق علوي مزين بالجص الأحمر والأبيض والأزرق وأوراق الذهب. تم العثور على معبد مخصص لإله القمر سين، مما يعكس الأهمية الدينية للمدينة. النقوش المكتشفة تشمل صروحًا لوفية هيروغليفية من القرنين 11-9 ق.م، ومسلة آرامية من القرن الثامن، ومسلات آشورية. توفر هذه الاكتشافات رؤى حول الحياة في حماة في العصر الحديدي.
حماة في النصوص القديمة
تُذكر حماة في العصر الحديدي في الكتاب المقدس كـ”حماة الكبرى” (عاموس 6:2)، وكجزء من الحدود الشمالية لإسرائيل (العدد 34:1-9). كما وردت في النقوش الآشورية، مثل تلك التي تصف معركة قارقار وتدمير المدينة عام 720 ق.م. توفر هذه النصوص صورة عن الأهمية السياسية والثقافية لحماة في العصر الحديدي.
الخاتمة
كانت حماة في العصر الحديدي مركزًا حضاريًا هامًا، حيث ازدهرت كعاصمة لمملكة حماة وشاركت في التجارة والصراعات الإقليمية. الأدلة الأثرية والنصوص القديمة تُظهر تنوعها الثقافي وقوتها السياسية حتى دمارها على يد الآشوريين. تظل حماة رمزًا للتاريخ الغني لبلاد الشام، مع إرث يمتد إلى العصور اللاحقة.
الأسئلة الشائعة
1. ما هي الأهمية التاريخية لمدينة حماة في العصر الحديدي؟
الإجابة: كانت حماة في العصر الحديدي (حوالي 1200-500 ق.م) مركزًا حضريًا وسياسيًا وتجاريًا بارزًا في بلاد الشام. تطورت من كونها جزءًا من مملكة بالستين في العصر الحديدي الأول لتصبح عاصمة مملكة حماة النيو-حثية/الآرامية المستقلة في العصر الحديدي الثاني. موقعها الاستراتيجي على نهر العاصي وعلى مفترق الطرق التجارية بين بلاد الشام وما بين النهرين جعلها نقطة التقاء ثقافي واقتصادي، مما ساهم في ازدهارها ولعبها دورًا محوريًا في التحالفات والصراعات الإقليمية، خاصة ضد التوسع الآشوري.
2. كيف تغير الوضع السياسي لحماة بين العصر الحديدي الأول والعصر الحديدي الثاني؟
الإجابة: شهد وضع حماة السياسي تحولًا كبيرًا. في العصر الحديدي الأول (1200-1000 ق.م)، بعد انهيار الإمبراطورية الحثية، كانت حماة جزءًا من مملكة سورو-حثية تُدعى بالستين (أو والستين)، التي حكمها الملك تايتا. أما في العصر الحديدي الثاني (1000-720 ق.م)، برزت حماة ككيان مستقل وأصبحت عاصمة مملكة حماة، وهي دولة آرامية/نيو-حثية قوية ومزدهرة، ولها حكامها وجيشها وعلاقاتها التجارية والدبلوماسية الخاصة.
3. من هم أبرز حكام مملكة حماة وما هي أهم إنجازاتهم المذكورة في المقال؟
الإجابة: يذكر المقال عددًا من الحكام البارزين:
- توعي (حوالي 1000 ق.م): أول ملك معروف لمملكة حماة المستقلة، أرسل هدايا ثمينة من الذهب والفضة والبرونز إلى الملك داود ملك إسرائيل، مما يدل على قوة المملكة وعلاقاتها الدبلوماسية.
- إرخوليني (حوالي 853 ق.م): قاد تحالفًا من الممالك السورية، بما في ذلك آرام-دمشق، ضد الملك الآشوري شلمنصر الثالث في معركة قارقار الشهيرة، ونجح في إبطاء التوسع الآشوري مؤقتًا.
- زاكور (حوالي 785 ق.م): ملك اشتهر بانتصاره على تحالف من الملوك المنافسين، وهو ما تم تخليده في “مسلة زاكور” التي تعد وثيقة تاريخية هامة.
4. ما هو الدور الذي لعبته حماة في معركة قارقار؟
الإجابة: لعبت حماة دورًا قياديًا في معركة قارقار عام 853 ق.م. فوفقًا للنصوص الآشورية، قام ملك حماة، إرخوليني، بتشكيل وقيادة تحالف عسكري كبير ضم اثني عشر ملكًا، منهم حداد عزر ملك آرام-دمشق، لمواجهة جيش الإمبراطورية الآشورية بقيادة شلمنصر الثالث. كانت قوات حماة من ضمن أكبر الفرق في جيش التحالف. على الرغم من أن المعركة لم تكن حاسمة، إلا أن هذا التحالف نجح في صد التقدم الآشوري لبعض الوقت، مما يظهر القوة العسكرية والنفوذ السياسي لحماة في تلك الفترة.
5. كيف كانت نهاية مملكة حماة المستقلة؟
الإجابة: انتهت مملكة حماة على يد الإمبراطورية الآشورية. تعرضت المدينة لضغوط متزايدة، ففي عام 743 ق.م، استولى الملك الآشوري تجلاث بلاسر الثالث على عدد من مدنها وقام بترحيل بعض سكانها. الضربة القاضية جاءت في عام 720 ق.م، عندما قام الملك الآشوري سرجون الثاني بتدمير حماة بالكامل بعد قمع تمرد قاده حاكمها آنذاك، ياهو-بيهدي (أو إيلو-بيهدي)، الذي تم إعدامه. بعد تدميرها، أعاد الآشوريون توطين المدينة بسكان من مناطق أخرى خاضعة لهم.
6. ما هي العوامل التي ساهمت في ازدهار اقتصاد حماة؟
الإجابة: استند ازدهار حماة الاقتصادي إلى عاملين رئيسيين:
- الموقع الجغرافي: وقوعها على ضفاف نهر العاصي جعلها مركزًا زراعيًا خصبًا ينتج الحبوب والفواكه.
- التجارة: كانت المدينة نقطة عبور حيوية على طرق التجارة الإقليمية، مما سهّل التبادل التجاري الواسع، خاصة مع مملكتي إسرائيل ويهوذا. تشير النصوص القديمة إلى تجارة المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والبرونز. وتؤكد الوثائق المسمارية الإدارية المكتشفة وجود نظام اقتصادي منظم.
7. ما هي أبرز الاكتشافات الأثرية في حماة التي تعود للعصر الحديدي؟
الإجابة: كشفت الحفريات التي أجرتها بعثة دنماركية بين عامي 1931 و1938 عن أدلة هامة من العصر الحديدي، تشمل:
- قصر فخم: يتكون من طابق سفلي للتخزين وطابق علوي مزين بالجص الملون بالأحمر والأبيض والأزرق، بالإضافة إلى أوراق الذهب، مما يدل على ثراء الطبقة الحاكمة.
- معبد لإله القمر “سين”: يعكس التأثيرات الدينية الميسوبوتامية على معتقدات المدينة.
- نقوش وكتابات: تم العثور على نقوش هيروغليفية لوفية، ومسلة آرامية (مسلة زاكور)، ومسلات آشورية، وهي مصادر أساسية للمعلومات عن تاريخ المدينة ولغتها وثقافتها.
8. ما هي اللغات والثقافات التي سادت في حماة خلال تلك الفترة؟
الإجابة: كانت حماة في العصر الحديدي مركزًا متعدد الثقافات يجمع بين التأثيرات النيو-حثية والآرامية. هذا التنوع انعكس في استخدام لغتين رئيسيتين في النقوش الرسمية: اللغة اللوفية (من التراث الحثي) واللغة الآرامية (التي أصبحت لغة المنطقة المشتركة). كما تأثرت المدينة دينيًا بالتقاليد الميسوبوتامية، كما يتضح من وجود معبد مخصص لإله القمر “سين”.
9. كيف ورد ذكر حماة في النصوص القديمة خارج سوريا؟
الإجابة: ورد ذكر حماة في مصدرين رئيسيين خارج سوريا:
- الكتاب المقدس: ذُكرت المدينة باسم “حماة الكبرى” (سفر عاموس 6:2)، مما يدل على أهميتها وحجمها. كما تم تحديدها كجزء من الحدود الشمالية المثالية لأرض إسرائيل (سفر العدد 34: 1-9).
- النقوش الآشورية: تصف السجلات الآشورية بالتفصيل الحملات العسكرية ضد حماة، وتذكر مشاركتها في معركة قارقار، وتوثق تدميرها النهائي على يد سرجون الثاني عام 720 ق.م.
10. ما الذي نعرفه عن حماة في الفترة المبكرة من العصر الحديدي (1200-1000 ق.م)؟
الإجابة: المعلومات المحددة عن حماة في هذه الفترة المبكرة نادرة نسبيًا. لكن المقال يوضح أنها كانت جزءًا من مملكة بالستين (أو والستين) السورو-حثية، التي امتد نفوذها من حلب شرقًا إلى وادي العمق غربًا. وعلى الرغم من قلة النصوص المباشرة من حماة نفسها، إلا أن موقعها الاستراتيجي على نهر العاصي والأدلة الأثرية من مواقع مجاورة تشير إلى استمرارية الاستيطان والنشاط الزراعي والاقتصادي بعد انهيار الإمبراطورية الحثية.
11. ما هي الأدلة التي تشير إلى وجود طبقة حاكمة ثرية في حماة خلال العصر الحديدي؟
الإجابة: الدليل الأبرز يأتي من الاكتشافات الأثرية، وتحديدًا القصر الفخم الذي كشفت عنه الحفريات الدنماركية. وُصِف هذا القصر بأن طابقه العلوي كان مزينًا بالجص الملون بالأحمر والأبيض والأزرق، بالإضافة إلى استخدام أوراق الذهب في الديكور. هذا المستوى من الترف والفخامة في العمارة يدل بوضوح على وجود طبقة حاكمة تتمتع بثروة كبيرة ونفوذ واسع.
12. ما هي طبيعة العلاقة بين مملكة حماة ومملكة إسرائيل ويهوذا حسب النص؟
الإجابة: كانت العلاقة في بدايتها ودية وتجارية. يذكر النص أن الملك توعي ملك حماة أرسل هدايا ثمينة إلى الملك داود ملك إسرائيل احتفالًا بهزيمة عدوهما المشترك، ملك صوبة. كما يشير المقال إلى وجود تجارة واسعة بين حماة ومملكتي إسرائيل ويهوذا، حيث كانت المعادن سلعة رئيسية. هذه الأدلة تشير إلى علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية في فترة مبكرة من العصر الحديدي الثاني.
13. كيف يعكس استخدام لغتين (اللوفية والآرامية) التركيبة السكانية والثقافية لمملكة حماة؟
الإجابة: يعكس الاستخدام المزدوج للغات وجود مكونين ثقافيين وسكانيين رئيسيين في المملكة. اللغة اللوفية الهيروغليفية تمثل الإرث “النيو-حثي” الذي استمر بعد انهيار الإمبراطورية الحثية، ويرتبط بالنخب الحاكمة القديمة. أما اللغة الآرامية، فتمثل التأثير المتزايد للقبائل الآرامية التي استقرت في المنطقة وأصبحت العنصر السكاني المهيمن. هذا المزيج اللغوي يظهر أن حماة كانت بوتقة انصهرت فيها الثقافتان الحثية المتأخرة والآرامية الصاعدة.
14. ما هي المراحل التي مر بها الغزو الآشوري لمملكة حماة؟
الإجابة: مر الغزو الآشوري بمرحلتين رئيسيتين حسب النص:
- الإضعاف والتبعية (743 ق.م): قام الملك الآشوري تجلاث بلاسر الثالث بمهاجمة المملكة، واستولى على عدد من مدنها، وقام بترحيل أكثر من 1200 من سكانها إلى مناطق أخرى. هذه الخطوة أضعفت المملكة بشكل كبير وحولتها إلى دولة تابعة تدفع الجزية.
- التدمير الكامل (720 ق.م): بعد تمرد قاده الحاكم المحلي ياهو-بيهدي، قام الملك الآشوري سرجون الثاني بحملة عسكرية حاسمة أدت إلى تدمير مدينة حماة بالكامل وإنهاء وجودها كمملكة مستقلة.
15. ما هي أنواع النصوص المكتوبة التي تم العثور عليها في حماة، وماذا تكشف عن المجتمع؟
الإجابة: تم العثور على أنواع متعددة من النصوص، منها:
- نقوش ملكية: مثل مسلة زاكور الآرامية وصروح لوفية، تخلد انتصارات الملوك وأعمالهم.
- نصوص إدارية واقتصادية: وُجدت على ألواح مسمارية، وتشير إلى وجود نظام اقتصادي وبيروقراطي منظم.
- نصوص دينية وسحرية: تكشف النصوص المسمارية أيضًا عن ممارسات دينية معقدة، بما في ذلك طقوس السحر والتنبؤ بالمستقبل، مما يعطينا لمحة عن المعتقدات الروحانية للسكان.
16. هل كانت مملكة حماة قوة عسكرية كبيرة؟ وما الدليل على ذلك من النص؟
الإجابة: نعم، كانت حماة قوة عسكرية كبيرة في المنطقة. الدليل الأوضح هو دورها في معركة قارقار (853 ق.م)، حيث لم تشارك فقط، بل قادت تحالفًا ضم 12 ملكًا. ويذكر النص أن جيش التحالف الذي قاده ملك حماة، إرخوليني، كان ضخمًا وضم 4000 عربة حربية، و2000 فارس، و62000 جندي مشاة. هذه الأرقام، حتى لو كانت مبالغًا فيها بعض الشيء في السجلات الآشورية، تشير إلى قدرة عسكرية وتنظيمية هائلة.
17. ما هو أقدم ذكر لحماة في العصر الحديدي حسب المقال؟
الإجابة: أقدم ذكر لحماة في العصر الحديدي، وفقًا للمقال، يعود إلى فترة العصر الحديدي الأول (1200-1000 ق.م)، حيث كانت المدينة جزءًا من مملكة بالستين (أو والستين) التي حكمها الملك تايتا وخلفاؤه. هذا يضع بداية تاريخها المسجل في هذه الحقبة مباشرة بعد انهيار الإمبراطورية الحثية.
18. ما هي الأهمية الدينية لمدينة حماة كما تظهر في الاكتشافات الأثرية؟
الإجابة: تظهر الاكتشافات الأثرية أن حماة كانت مركزًا دينيًا مهمًا. الدليل الأساسي هو العثور على معبد مخصص لإله القمر “سين”، وهو إله رئيسي في пантеон بلاد ما بين النهرين. يشير وجود هذا المعبد إلى أن الممارسات الدينية في حماة كانت متأثرة بالتقاليد الدينية القوية القادمة من الشرق (ميسوبوتاميا)، بالإضافة إلى معتقداتها المحلية السورية.
19. كيف ساهم انهيار الإمبراطوريات الكبرى في صعود مملكة حماة؟
الإجابة: يوضح المقال أن انهيار القوى العظمى في أواخر العصر البرونزي، وتحديدًا الإمبراطورية الحثية في الأناضول والإمبراطورية المصرية الحديثة في الجنوب حوالي عام 1200 ق.م، أدى إلى فراغ في السلطة في منطقة بلاد الشام. هذا الفراغ السياسي سمح للممالك والمدن المحلية، مثل حماة، بالظهور والنمو لتصبح كيانات سياسية مستقلة وقوية تملأ الفراغ الذي تركته الإمبراطوريات المنهارة.
20. ما هو مصير حماة مباشرة بعد تدميرها على يد سرجون الثاني عام 720 ق.م؟
الإجابة: لم تُترك المدينة مهجورة. يذكر النص بوضوح أنه بعد تدمير المدينة وإعدام حاكمها المتمرد، قام سرجون الثاني بإعادة توطينها بالآشوريين وسكان آخرين من مناطق مختلفة من الإمبراطورية. هذه كانت سياسة آشورية شائعة لكسر الهويات المحلية ومنع التمردات المستقبلية، وتحويل المدينة إلى مركز إداري آشوري بدلاً من عاصمة مملكة مستقلة.