العصر القديم

حماة في الفترة النيوليتية: رحلة إلى أصول الحضارة الإنسانية

حماة في الفترة النيوليتية: نظرة عامة

  • النقاط الرئيسية:
    • تشير الأبحاث إلى أن حماة، الواقعة على ضفاف نهر العاصي في سوريا، كانت مأهولة منذ الفترة النيوليتية (حوالي 6000-7000 قبل الميلاد).
    • كشفت الحفريات الأثرية، وخاصة تلك التي أجرتها البعثة الدنماركية في ثلاثينيات القرن العشرين، عن أدلة على مجتمعات زراعية مبكرة في حماة في الفترة النيوليتية.
    • من المحتمل أن تكون حماة في الفترة النيوليتية قد شهدت تطورات في الزراعة وصناعة الفخار، مما يعكس انتقال السكان إلى حياة مستقرة.
    • موقع شير القريب (12 كم شمال غرب حماة) يوفر رؤى إضافية عن الحياة في حماة في الفترة النيوليتية، مع اكتشافات تشمل المباني الحجرية والزراعة المتنوعة.
    • لا توجد نزاعات كبيرة حول هذه الاكتشافات، لكن التفاصيل الدقيقة حول طبيعة الحياة اليومية لا تزال قيد الدراسة بسبب محدودية البيانات.

مقدمة موجزة

تقع مدينة حماة في وسط سوريا على ضفاف نهر العاصي، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم. تشير الأدلة الأثرية إلى أن حماة في الفترة النيوليتية كانت مركزًا للاستيطان البشري، حيث بدأت المجتمعات الزراعية الأولى في الظهور. توفر الحفريات، بما في ذلك تلك التي أجريت في ثلاثينيات القرن العشرين، نظرة ثاقبة على هذه الفترة المبكرة من تاريخ المدينة.

أهمية حماة في الفترة النيوليتية

يبدو أن حماة في الفترة النيوليتية كانت جزءًا من شبكة إقليمية من المستوطنات التي شهدت التحول من الصيد وجمع الثمار إلى الزراعة والاستقرار. تشير الاكتشافات في تل حماة وموقع شير القريب إلى وجود مجتمعات زراعية متقدمة استخدمت أدوات حجرية وصنعت الفخار.

نظرة عامة على الاكتشافات الأثرية

تشمل الاكتشافات في حماة في الفترة النيوليتية الفخار (بما في ذلك الأواني البيضاء المصنوعة من الجص والفخار الحقيقي)، والأدوات الحجرية، وبقايا المباني. هذه الاكتشافات، التي تم الكشف عنها خلال الحفريات الدنماركية (1931-1938)، تشير إلى وجود مجتمع زراعي مزدهر في حماة في الفترة النيوليتية.

مقدمة: حماة عبر التاريخ

تُعد مدينة حماة، الواقعة على ضفاف نهر العاصي في وسط سوريا، واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم. يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حيث كانت مركزًا حيويًا للاستيطان البشري منذ العصور القديمة. في هذا المقال، نركز على حماة في الفترة النيوليتية، وهي فترة حاسمة شهدت تحولات جذرية في أنماط الحياة البشرية. تشير الأدلة الأثرية إلى أن حماة في الفترة النيوليتية كانت موطنًا لمجتمعات زراعية مبكرة، مما يجعلها موقعًا رئيسيًا لفهم تطور الحضارة في بلاد الشام. من خلال الحفريات الأثرية، وخاصة تلك التي أجرتها البعثة الدنماركية في ثلاثينيات القرن العشرين، يمكننا استكشاف كيف ساهمت حماة في الفترة النيوليتية في تشكيل أسس الحياة المستقرة.

الفترة النيوليتية في بلاد الشام: سياق إقليمي

الفترة النيوليتية، أو العصر الحجري الحديث، هي مرحلة تاريخية تمتد تقريبًا من 10000 إلى 4500 قبل الميلاد في بلاد الشام. خلال هذه الفترة، شهدت المنطقة تحولًا كبيرًا من أنماط الحياة البدوية القائمة على الصيد وجمع الثمار إلى مجتمعات زراعية مستقرة. في حماة في الفترة النيوليتية، كما في مواقع أخرى مثل أريحا وتل حلولة، بدأ السكان بزراعة المحاصيل مثل القمح والشعير والبقوليات، وتدجين الحيوانات مثل الأغنام والماعز والأبقار. هذا التحول، المعروف باسم الثورة النيوليتية، أدى إلى زيادة في عدد السكان، وتطور الهياكل الاجتماعية، وظهور تقنيات جديدة مثل صناعة الفخار. كانت حماة في الفترة النيوليتية جزءًا من هذه الشبكة الإقليمية، حيث استفادت من موقعها الاستراتيجي على نهر العاصي، الذي وفر المياه والتربة الخصبة.

الاكتشافات الأثرية في حماة في الفترة النيوليتية

الحفريات الدنماركية (1931-1938)

أجرت البعثة الأثرية الدنماركية، بقيادة هارالد إنغهولت، حفريات في تل حماة بين عامي 1931 و1938، وهي واحدة من أوائل المشاريع الأثرية في غرب سوريا الداخلية. كشفت هذه الحفريات عن تسلسل طبقي يمتد من الفترة النيوليتية الوسطى (حوالي 6500 قبل الميلاد) إلى العصر الحديدي. في حماة في الفترة النيوليتية، تم العثور على الطبقة “M”، التي يبلغ سمكها حوالي 6 أمتار، والتي تحتوي على أوانٍ بيضاء مصنوعة من الجص والفخار الحقيقي. تشير هذه الاكتشافات إلى أن حماة في الفترة النيوليتية كانت موطنًا لمجتمعات بدأت في تطوير تقنيات صناعة الفخار، وهي علامة على التقدم التكنولوجي. كما تم العثور على أدوات حجرية مصنوعة من الصوان والأوبسيديان، مما يعكس مهارات الحرفيين في تلك الفترة.

موقع شير: نافذة على حماة في الفترة النيوليتية

يقع موقع شير، على بعد 12 كم شمال غرب حماة، وهو موقع نيوليتي متأخر (7000-6200/6100 قبل الميلاد) يوفر رؤى إضافية عن حماة في الفترة النيوليتية. تم اكتشاف شير في عام 2005 وتم التنقيب فيه بين عامي 2006 و2010 من قبل المعهد الألماني للآثار ومديرية الآثار والمتاحف السورية. كشفت الحفريات عن ست مراحل بناء، مع مبانٍ مصنوعة من الحجر الجيري والطين، وأرضيات مغطاة بالجص الجيري. تشير هذه الهياكل، التي تضمنت مبانٍ من طابقين، إلى مستوى من التعقيد المعماري وربما التمايز الاجتماعي في حماة في الفترة النيوليتية. كما تم العثور على العديد من قبور الأطفال والرضع تحت الجدران والأرضيات، مما يعكس ممارسات دفن مميزة.

الأدوات والفخار

في حماة في الفترة النيوليتية، تشمل الاكتشافات الأثرية أنواعًا مختلفة من الفخار، مثل الأواني المصقولة ذات الوجه الداكن (Dark Faced Burnished Ware)، والأواني المزخرفة بحبل أو نسيج، والأواني الخشنة المستخدمة للتخزين. هذه الأواني، التي ظهرت منذ حوالي 7000 قبل الميلاد، تُظهر تطور تقنيات صناعة الفخار في حماة في الفترة النيوليتية. كما تم العثور على أدوات صوانية، بما في ذلك المناجل المستخدمة في الحصاد، ونقاط أموك/بابيلوس، وشظايا صوانية مستخدمة بشكل مؤقت. الأوبسيديان، المستورد من وسط الأناضول، يشير إلى وجود شبكات تجارية مبكرة.

الاكتشافالوصفالفترةالموقع
الفخار الأبيضأوانٍ مصنوعة من الجص الجيريحوالي 6000-5000 ق.متل حماة
الفخار الحقيقيأوانٍ مصقولة ومزخرفةحوالي 7000-6200 ق.مشير، تل حماة
الأدوات الحجريةمناجل صوانية، نقاط أموكحوالي 7000-6000 ق.مشير، تل حماة
المبانيهياكل حجرية وطينية بأرضيات جصيةحوالي 7000-6450 ق.مشير

الحياة اليومية والاقتصاد في حماة في الفترة النيوليتية

استنادًا إلى الاكتشافات الأثرية، يبدو أن سكان حماة في الفترة النيوليتية عاشوا في مجتمعات مستقرة تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات. شملت المحاصيل المزروعة الشعير، والقمح (الأحادي والثنائي الحبة)، والعدس، والبازلاء، والحمص، والفول المر. كما استهلكوا النباتات البرية مثل الفستق والتين واللوز. من حيث الحيوانات، قاموا بتدجين الأغنام والماعز والأبقار، بينما استمروا في صيد الغزلان والظباء للحصول على اللحوم. تشير هذه الممارسات إلى اقتصاد مختلط في حماة في الفترة النيوليتية، يجمع بين الزراعة وتربية الحيوانات والصيد.

كانت المباني في حماة في الفترة النيوليتية، كما هو واضح من موقع شير، مصنوعة من الحجر الجيري والطين، مع أرضيات مغطاة بالجص الجيري. تشير المباني ذات الطابقين إلى استخدامات متعددة، ربما كمساكن ومخازن. كما يعكس وجود قبور الأطفال تحت الأرضيات معتقدات ثقافية خاصة، ربما مرتبطة بالحياة الآخرة أو أهمية الأسلاف. استخدام حبات الفيروز في بعض القبور يشير إلى التجارة أو الوصول إلى موارد بعيدة، مما يبرز شبكات التبادل في حماة في الفترة النيوليتية.

مقارنة مع مواقع نيوليتية أخرى

لتوضيح مكانة حماة في الفترة النيوليتية ضمن سياق بلاد الشام، من المفيد مقارنتها بمواقع أخرى مثل أريحا في فلسطين، وتشاتال هويوك في تركيا، وتل حلولة وأبو هريرة في سوريا. أريحا، التي يعود تاريخها إلى حوالي 9000 قبل الميلاد، تُعد واحدة من أقدم المستوطنات النيوليتية، وتشترك مع حماة في الفترة النيوليتية في تطوير الزراعة والهياكل المستقرة. تشاتال هويوك، التي يعود تاريخها إلى 7500-5700 قبل الميلاد، تشتهر بحجمها الكبير وفنها الرمزي، بينما تُظهر حماة في الفترة النيوليتية هياكل معمارية أبسط ولكنها معقدة نسبيًا.

في سوريا، توفر مواقع مثل تل حلولة وأبو هريرة رؤى حول المراحل المبكرة للزراعة وتدجين الحيوانات. على سبيل المثال، في أبو هريرة، تم زراعة القمح والشعير وتدجين الماعز والكلاب، وهي ممارسات مشابهة لتلك التي لوحظت في حماة في الفترة النيوليتية. ومع ذلك، تتميز حماة في الفترة النيوليتية بموقعها الاستراتيجي على نهر العاصي، مما وفر ظروفًا بيئية مواتية للاستيطان.

الموقعالفترةالاكتشافات الرئيسيةالسمات المميزة
حماة7000-6000 ق.مفخار، أدوات حجرية، مبانٍموقع على نهر العاصي، هياكل من طابقين
أريحا9000-7000 ق.مجدران دفاعية، أبراجأقدم مستوطنة معروفة
تشاتال هويوك7500-5700 ق.ممنازل طينية، فن رمزيكثافة سكانية عالية
أبو هريرة9000-6000 ق.مزراعة القمح، تدجين الحيواناتانتقال مبكر إلى الزراعة

الخاتمة: إرث حماة في الفترة النيوليتية

تمثل حماة في الفترة النيوليتية فصلًا حاسمًا في قصة الحضارة الإنسانية. من خلال الحفريات الأثرية، اكتسبنا رؤى قيمة حول حياة سكان هذه المنطقة منذ آلاف السنين. من تطوير الزراعة وتدجين الحيوانات إلى صناعة الفخار والهياكل الاجتماعية المعقدة، وضعت الفترة النيوليتية في حماة الأسس للمجتمعات المتقدمة التي ظهرت لاحقًا. يجعل السجل الأثري الغني لحماة، الذي يمتد من الفترة النيوليتية إلى العصور الحديثة، موقعًا فريدًا وقيمًا لفهم تطور الثقافة والتكنولوجيا البشرية. مع استمرار الدراسات والحفاظ على هذه البقايا القديمة، نكرم إرث أسلافنا ونضمن عدم نسيان قصصهم.

الأسئلة الشائعة

1. ما هي الأهمية التاريخية لمدينة حماة، وتحديداً خلال الفترة النيوليتية؟

الإجابة: تكمن الأهمية التاريخية لحماة في كونها من أقدم المدن المأهولة بشكل مستمر في العالم. وخلال العصر الحجري الحديث، اكتسبت أهمية خاصة حيث كانت مركزاً محورياً للتحول نحو حياة الاستقرار والزراعة. تشير الأدلة الأثرية إلى أن حماة في الفترة النيوليتية كانت موطناً لمجتمعات زراعية مبكرة، مما يجعلها موقعاً أساسياً لفهم نشأة الحضارة في بلاد الشام وتطور المجتمعات البشرية الأولى.

2. كيف أثر السياق الإقليمي لـ “الثورة النيوليتية” على تطور حماة؟

الإجابة: تأثرت حماة بشكل مباشر بالتحول الكبير الذي شهدته بلاد الشام خلال الفترة النيوليتية، والمعروف بـ”الثورة النيوليتية”. هذا التحول من الصيد والجمع إلى الزراعة وتدجين الحيوانات هو السمة المميزة للعصر. استفادت حماة في الفترة النيوليتية من موقعها الاستراتيجي على نهر العاصي الذي وفر المياه العذبة والتربة الخصبة، مما مكن سكانها من زراعة القمح والشعير وتدجين الأغنام والماعز، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من الشبكة الإقليمية للمستوطنات الزراعية الناشئة.

3. ما هي أبرز الاكتشافات التي توصلت إليها البعثة الدنماركية في تل حماة؟

الإجابة: كشفت الحفريات التي أجرتها البعثة الدنماركية بقيادة هارالد إنغهولت عن تسلسل طبقي غني، أهمها الطبقة “M” التي تعود للعصر الحجري الحديث. في هذه الطبقة، تم العثور على أوانٍ بيضاء مصنوعة من الجص، بالإضافة إلى نماذج مبكرة من الفخار الحقيقي. تدل هذه المكتشفات على أن حماة في الفترة النيوليتية كانت تشهد تطوراً تقنياً مهماً، متمثلاً في الانتقال إلى صناعة الفخار، وهو ما يعد علامة فارقة على التقدم الحضاري.

4. كيف يساهم موقع “شير” الأثري في فهمنا لحياة الناس في تلك الحقبة؟

الإجابة: يقدم موقع “شير”، الذي يقع شمال غرب حماة، نافذة تفصيلية على الحياة اليومية والهندسة المعمارية في أواخر العصر الحجري الحديث. فالاكتشافات فيه، مثل المباني الحجرية المكونة من طابقين والأرضيات المطلية بالجص، تظهر مستوى متقدماً من التنظيم الاجتماعي والتعقيد المعماري. كما أن وجود قبور الأطفال تحت الأرضيات يلقي الضوء على الممارسات الجنائزية والمعتقدات الثقافية التي سادت في حماة في الفترة النيوليتية.

5. ماذا تكشف الأدوات والفخاريات المكتشفة عن التكنولوجيا والتجارة في تلك الفترة؟

الإجابة: تعكس الأدوات والفخاريات مدى التطور الحرفي والشبكات التجارية. فوجود أنواع متقدمة من الفخار مثل “الأواني المصقولة ذات الوجه الداكن” (Dark Faced Burnished Ware) يوضح إتقان تقنيات صناعة الفخار. كما أن العثور على أدوات حجرية متخصصة كالمناجل الصوانية للحصاد، ووجود حجر الأوبسيديان المستورد من الأناضول، يؤكد أن حماة في الفترة النيوليتية لم تكن مجتمعاً معزولاً، بل كانت جزءاً من شبكات تبادل تجاري إقليمية.

6. كيف كان الاقتصاد ونمط الحياة اليومية لسكان حماة في العصر الحجري الحديث؟

الإجابة: كان الاقتصاد في حماة في الفترة النيوليتية اقتصاداً مختلطاً ومستقراً يعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات. قام السكان بزراعة محاصيل متنوعة مثل الشعير والقمح والعدس والحمص، ودجنوا الأغنام والماعز والأبقار. وإلى جانب ذلك، استمروا في ممارسة الصيد لحيوانات مثل الغزلان كمصدر إضافي للغذاء، مما يشير إلى نظام اقتصادي مرن ومتكيف مع البيئة المحيطة.

7. ما الذي تخبرنا به الهندسة المعمارية وطقوس الدفن عن المجتمع آنذاك؟

الإجابة: تشير الهندسة المعمارية المكتشفة في موقع شير، وخاصة المباني المكونة من طابقين، إلى وجود تخطيط وتنظيم في استخدام المساحات، وربما بداية لظهور تمايز اجتماعي. أما طقوس الدفن، كوضع الأطفال والرضع تحت أرضيات المنازل، فتعكس معتقدات ثقافية وروحانية عميقة، قد تكون مرتبطة بتقديس الأسلاف أو الإيمان بالحياة بعد الموت، وهي سمات مميزة لمجتمع حماة في الفترة النيوليتية.

8. كيف يمكن مقارنة حماة بمواقع نيوليتية شهيرة أخرى مثل أريحا أو تشاتال هويوك؟

الإجابة: عند مقارنتها بمواقع أخرى، تظهر حماة في الفترة النيوليتية خصائص مشتركة وفريدة. فهي تشترك مع أريحا في كونها من أوائل المستوطنات الزراعية المستقرة. ولكن بينما تشتهر أريحا بأسوارها الدفاعية وتشاتال هويوك بكثافتها السكانية وفنها الرمزي، تتميز حماة بموقعها النهري الفريد على العاصي وهياكلها المعمارية التي تضمنت مباني من طابقين، مما يبرز تنوع مسارات التطور الحضاري في العصر الحجري الحديث.

9. ما هي الأدلة الملموسة على ممارسة الزراعة وتدجين الحيوانات في حماة؟

الإجابة: الأدلة على الزراعة وتدجين الحيوانات قوية ومباشرة. فقد عثر علماء الآثار على بقايا نباتية متفحمة لمحاصيل مثل الشعير، القمح بنوعيه (الأحادي والثنائي الحبة)، العدس، والبازلاء. كما تم العثور على عظام حيوانات مدجنة كالأغنام والماعز والأبقار. هذه الاكتشافات تؤكد بشكل قاطع أن مجتمع حماة في الفترة النيوليتية كان مجتمعاً زراعياً متكاملاً أتقن أساسيات الإنتاج الغذائي.

10. ما هو الإرث الأهم الذي تركته حماة من الفترة النيوليتية للحضارات اللاحقة؟

الإجابة: يكمن الإرث الأكبر في أن حماة في الفترة النيوليتية ساهمت في وضع الأسس التي قامت عليها الحضارات المعقدة لاحقاً. من خلال تطوير الزراعة المستقرة، وابتكار تقنيات جديدة كصناعة الفخار، وتشكيل هياكل اجتماعية منظمة، مهدت الطريق لزيادة عدد السكان، ونشوء المدن، وتطور التجارة. إنها تمثل فصلاً حاسماً في قصة البشرية، يوضح كيف بدأ الإنسان في بناء العالم الذي نعيش فيه اليوم.

11. ما الأهمية التي يمثلها العثور على “الأواني البيضاء” والفخار الحقيقي معاً في حماة؟

الإجابة: إن وجود “الأواني البيضاء” (المصنوعة من الجص الجيري) إلى جانب الفخار الحقيقي في الطبقات الأثرية هو اكتشاف مهم للغاية. إنه يوضح أن حماة في الفترة النيوليتية كانت تمر بمرحلة انتقالية تكنولوجية حاسمة. تمثل الأواني البيضاء تقنية سبقت صناعة الفخار السيراميكي، ووجودهما معاً يشير إلى أن سكان الموقع كانوا في طليعة الابتكار، حيث تبنوا تقنية صناعة الفخار المتطورة تدريجياً بينما كانوا لا يزالون يستخدمون الأساليب القديمة، مما يعكس فترة من التجريب والتطور التقني السريع.

12. ذكر المقال استيراد حجر الأوبسيديان من الأناضول، ما الذي يكشفه ذلك عن العلاقات الخارجية للموقع؟

الإجابة: إن وجود حجر الأوبسيديان، الذي مصدره وسط الأناضول (تركيا حالياً)، هو دليل قاطع على أن المجتمع لم يكن منغلقاً على نفسه. هذا الكشف يوضح أن سكان حماة في الفترة النيوليتية كانوا منخرطين في شبكات تبادل تجاري بعيدة المدى. تتطلب مثل هذه التجارة تنظيماً اجتماعياً، وقدرة على السفر لمسافات طويلة أو وجود وسطاء تجاريين، مما يعني أن حماة لم تكن مجرد قرية زراعية معزولة، بل كانت عقدة نشطة ضمن شبكة تفاعل إقليمية واسعة ومعقدة.

13. ما هي المزايا المحددة التي وفرها موقع حماة على نهر العاصي بخلاف الزراعة؟

الإجابة: إلى جانب توفير المياه للزراعة والتربة الخصبة، قدم نهر العاصي مزايا استراتيجية حيوية أخرى. فقد كان النهر مصدراً دائماً لمياه الشرب للسكان والماشية، كما شكل بيئة غنية بالموارد الطبيعية الأخرى مثل الأسماك والطيور المائية التي يمكن صيدها. علاوة على ذلك، من المرجح أن النهر قد استُخدم كطريق طبيعي للمواصلات والتجارة، مما سهل اتصال حماة في الفترة النيوليتية بالمستوطنات الأخرى الواقعة على ضفافه وعزز من دورها كمركز إقليمي.

14. على ماذا يدل استخدام الجص الجيري في الأرضيات وبناء مبانٍ من طابقين في موقع شير؟

الإجابة: إن استخدام الجص الجيري للأرضيات لا يعكس فقط سعياً للجمال أو النظافة، بل يشير إلى امتلاك معرفة تقنية متقدمة، حيث يتطلب إنتاج الجص تسخين الحجر الجيري إلى درجات حرارة عالية في أفران خاصة. أما بناء هياكل من طابقين، فيدل على فهم متطور لمبادئ الهندسة المعمارية، بما في ذلك بناء جدران قوية قادرة على تحمل الأوزان الإضافية. هذه المهارات مجتمعة تبرهن على وجود حرفيين متخصصين وتخطيط متقدم في مجتمع حماة في الفترة النيوليتية.

15. كيف ساهم “الاقتصاد المختلط” في استقرار واستمرارية المجتمع في حماة؟

الإجابة: ساهم الاقتصاد المختلط، الذي يجمع بين الزراعة وتربية الحيوانات من جهة والصيد وجمع النباتات البرية (مثل الفستق والتين) من جهة أخرى، في زيادة مرونة المجتمع وقدرته على مواجهة التحديات. ففي حال فشل المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف أو الآفات، كان بإمكان السكان الاعتماد بشكل أكبر على الموارد البرية والحيوانات التي يصطادونها. هذا التنوع في مصادر الغذاء ضمن استمرارية الإمداد الغذائي، وكان عاملاً رئيسياً في نجاح واستقرار مجتمع حماة في الفترة النيوليتية على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى