حماة في العصر الحجري: محطات رئيسية في تاريخ حماة القديم

جدول المحتويات
النقاط الرئيسية:
- يُعتقد أن مدينة حماة، الواقعة على ضفاف نهر العاصي في سوريا، كانت مأهولة منذ الفترة النيوليتية (حوالي 6000-5000 قبل الميلاد)، مما يجعلها واحدة من أقدم المدن في العالم.
- تشير الاكتشافات الأثرية، خاصة من الحفريات الدانماركية بين عامي 1931 و1938، إلى وجود مستوطنات زراعية مبكرة في حماة خلال العصر الحجري الحديث.
- تم العثور على أدوات من الجبس الأبيض (white ware) والفخار الحقيقي في الطبقة M بتل حماة، مما يُظهر تقدمًا تكنولوجيًا في تلك الفترة.
- لا توجد أدلة واضحة على الاستيطان في حماة في العصر الحجري القديم أو المتوسط، مما يركز الاهتمام على الفترة النيوليتية.
- كون حماة جزءًا من الهلال الخصيب يُبرز أهميتها في تطور الزراعة والحياة المستقرة في المنطقة.
مقدمة موجزة تقع مدينة حماة في قلب سوريا، على ضفاف نهر العاصي، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. تشير الأدلة الأثرية إلى أن حماة كانت موطنًا لمجتمعات بشرية منذ العصر الحجري الحديث، حوالي 6000-5000 قبل الميلاد. في هذا المقال، سنستكشف تاريخ حماة خلال العصر الحجري، مع التركيز على الفترة النيوليتية، ونسلط الضوء على أهم الاكتشافات التي تُظهر تطور المجتمعات البشرية في هذه المنطقة.
حماة في العصر الحجري العصر الحجري هو فترة ما قبل التاريخ التي تميزت باستخدام الأدوات الحجرية، وينقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية: العصر الحجري القديم، المتوسط، والحديث. حماة في العصر الحجري، تتركز الأدلة الأثرية على الفترة النيوليتية، حيث بدأت المجتمعات بالاستقرار وممارسة الزراعة. لا توجد أدلة واضحة تشير إلى وجود استيطان في حماة في العصر الحجري القديم أو المتوسط، مما يجعل الفترة النيوليتية محور الدراسة.
الفترة النيوليتية: بداية الاستقرار خلال الفترة النيوليتية، شهدت منطقة الهلال الخصيب، التي تشمل حماة في العصر الحجري، تحولات كبيرة. بدأ البشر في الانتقال من الصيد والجمع إلى الزراعة وتربية الحيوانات، مما أدى إلى ظهور القرى الدائمة. في حماة، كشفت الحفريات الدانماركية (1931-1938) عن طبقة أثرية تُعرف بـ “الطبقة M”، التي يعود تاريخها إلى حوالي 6000-5000 قبل الميلاد، وتحتوي على أدوات من الجبس الأبيض والفخار الحقيقي.
أهمية الموقع تقع حماة في موقع استراتيجي على نهر العاصي، مما جعلها مركزًا مثاليًا للاستيطان الزراعي. هذه الاكتشافات تُظهر أن حماة في العصر الحجري كانت جزءًا من شبكة المستوطنات النيوليتية التي ساهمت في تطور الحضارات الأولى في الشرق الأوسط.
مقدمة
تُعد مدينة حماة، الواقعة في وسط سوريا على ضفاف نهر العاصي، واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. يعود تاريخها إلى العصور الحجرية، حيث شهدت المدينة استيطانًا بشريًا منذ الألفية السابعة قبل الميلاد. تقع حماة في منطقة الهلال الخصيب، وهي منطقة معروفة بكونها مهد الحضارات القديمة ومكان نشأة الزراعة. في هذه المقالة، سنستكشف تاريخ حماة في العصر الحجري، مع التركيز على الفترة النيوليتية (العصر الحجري الحديث) وأهم الاكتشافات الأثرية التي تُظهر تطور المجتمعات البشرية في هذه المنطقة. سنناقش أيضًا أهمية موقع حماة الجغرافي ودورها في سياق تطور الحضارات الأولى في الشرق الأوسط.
العصر الحجري: نظرة عامة
العصر الحجري هو فترة ما قبل التاريخ التي تميزت باستخدام الأدوات الحجرية، وينقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية: العصر الحجري القديم (Paleolithic)، العصر الحجري المتوسط (Mesolithic)، والعصر الحجري الحديث (Neolithic). خلال هذه الفترات، شهدت البشرية تطورات هامة في أساليب الحياة، بدءًا من الصيد والجمع في العصر الحجري القديم، مرورًا بالانتقال التدريجي إلى الزراعة في العصر الحجري المتوسط، وصولاً إلى الاستقرار والزراعة المنظمة في العصر الحجري الحديث.
في حماة، تُشير الأدلة الأثرية إلى أن الاستيطان بدأ في الفترة النيوليتية، حوالي 6000-5000 قبل الميلاد. لا توجد أدلة واضحة تشير إلى وجود استيطان في حماة خلال العصر الحجري القديم أو المتوسط، مما يجعل الفترة النيوليتية المحطة الرئيسية في تاريخ حماة خلال العصر الحجري. تشير الاكتشافات إلى أن حماة كانت جزءًا من شبكة المستوطنات النيوليتية التي ساهمت في تطور الحضارات الأولى في منطقة الهلال الخصيب.
الفترة النيوليتية في حماة
خلال الفترة النيوليتية، التي بدأت حوالي 10,000 قبل الميلاد في منطقة الهلال الخصيب، شهدت المجتمعات البشرية تحولات جذرية. بدأ البشر في الانتقال من نمط حياة الصيد والجمع إلى الزراعة وتربية الحيوانات، مما أدى إلى ظهور القرى الدائمة وتطور التكنولوجيا، مثل صناعة الفخار واستخدام الأدوات الحجرية المتقدمة. في حماة، كشفت الحفريات الأثرية التي أجراها فريق دانماركي بقيادة هارالد إنغولت بين عامي 1931 و1938 عن طبقات أثرية تعود إلى الفترة النيوليتية، وبالأخص الطبقة M في تل حماة.
الطبقة M: نافذة على العصر النيوليتي
الطبقة M، التي يبلغ سمكها حوالي 6 أمتار (20 قدمًا)، هي إحدى أهم الطبقات الأثرية في تل حماة. تحتوي هذه الطبقة على أدوات من الجبس الأبيض (white ware) والفخار الحقيقي، مما يُشير إلى أن حماة في العصر الحجري كانت جزءًا من التحولات التكنولوجية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة النيوليتية. يُعتقد أن هذه الطبقة تعود إلى حوالي 6000-5000 قبل الميلاد، وهي معاصرة للطبقات الأثرية في موقع رأس شمرا (أوغاريت) في سوريا.
أدوات الجبس الأبيض (White Ware)
أدوات الجبس الأبيض، أو “Vaisselle Blanche”، هي أوانٍ مصنوعة من الجص الجيري (lime-plaster) وتُعتبر من أوائل الأشكال التي سبقت الفخار الطيني. ظهرت هذه الأدوات في الشرق الأوسط خلال الفترة النيوليتية السابقة للفخار (PPNB)، حوالي الألفية التاسعة قبل الميلاد. كانت تُستخدم لتخزين المواد الغذائية والسوائل، وتُظهر تقدمًا في تقنيات التصنيع. وجود هذه الأدوات في حماة يُشير إلى أن السكان كانوا على دراية بهذه التقنيات واستخدموها قبل الانتقال إلى الفخار الطيني المحروق، وهذا ما يؤكد ما حصل في حماة في العصر الحجري.
الفخار الحقيقي
إلى جانب أدوات الجبس الأبيض، عُثر في الطبقة M على الفخار الحقيقي، وهو فخار طيني محروق يُمثل تطورًا هامًا في تكنولوجيا العصر النيوليتي. يُستخدم الفخار لتخزين الحبوب والسوائل، وكذلك للطهي، مما يعكس تغيرات في النظام الغذائي وأساليب الحياة. وجود الفخار الحقيقي في حماة يُظهر أن المدينة كانت جزءًا من التحول الثقافي والتكنولوجي الذي شهدته المنطقة خلال هذه الفترة.
أهمية الاكتشافات
تشير الاكتشافات في الطبقة M إلى أن حماة في العصر الحجري كانت موطنًا لمجتمع زراعي مبكر. يُعتقد أن السكان كانوا يزرعون محاصيل مثل القمح والشعير، ويربون حيوانات مثل الأغنام والماعز. هذه الأنشطة تطلبت استقرارًا دائمًا، مما أدى إلى بناء مساكن من الطوب اللبن أو مواد أخرى محلية. موقع حماة على نهر العاصي وفر المياه اللازمة للزراعة، مما جعلها موقعًا مثاليًا للاستيطان، واستوطن الناس في حماة في العصر الحجري.
الأدوات والحياة اليومية في حماة النيوليتية
على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول الأدوات المكتشفة في حماة خلال الفترة النيوليتية ليست متاحة بسهولة، يمكننا الاستناد إلى المعرفة العامة عن الفترة النيوليتية في منطقة الهلال الخصيب لاستنتاج أنماط الحياة في حماة في العصر الحجري. خلال هذه الفترة، كانت الأدوات الحجرية، مثل المناجل، المدقات، والرحى، شائعة للاستخدام في الزراعة وطحن الحبوب. كما كانت الأدوات المصنوعة من العظام والخشب تُستخدم في الصيد والحياكة.
الأدوات الحجرية
في مواقع نيوليتية أخرى في سوريا، مثل تل قارمل وتل حسان، عُثر على أدوات حجرية مثل رؤوس السهام، المناجل، والمطارق. من المحتمل أن سكان حماة استخدموا أدوات مماثلة لزراعة المحاصيل وحصادها. كما أن العثور على أدوات من الأوبسيديان (زجاج بركاني) في مواقع أخرى في سوريا يُشير إلى وجود شبكات تجارية مبكرة، وقد تكون حماة في العصر الحجري قد شاركت في هذه الشبكات بفضل موقعها الاستراتيجي.
الفخار والتخزين
كان الفخار، سواء كان من الجبس الأبيض أو الطين المحروق، أداة أساسية في الحياة اليومية. استُخدم الفخار لتخزين الحبوب، الزيوت، والمياه، وللطهي. في حماة، يُظهر وجود الفخار الحقيقي في الطبقة M أن السكان كانوا على دراية بتقنيات الحرق، وهي خطوة تكنولوجية هامة. هذه الأواني كانت تُصنع يدويًا أو باستخدام تقنيات بدائية، مما يعكس مهارة الحرفيين في حماة في العصر الحجري.
الحياة اليومية
من المحتمل أن سكان حماة في العصر الحجري حماة النيوليتية عاشوا في مساكن بسيطة مصنوعة من الطوب اللبن أو الحجر، مع أسقف من القش أو الخشب. كانوا يمارسون الزراعة في الأراضي المحيطة بنهر العاصي، ويربون الحيوانات للحصول على اللحوم، الحليب، والصوف. كما أن وجود المياه جعل من الممكن زراعة الحدائق الصغيرة، مما ساهم في استقرار المجتمع.
الممارسات الاجتماعية والثقافية
في الفترة النيوليتية، بدأت المجتمعات في تطوير ممارسات اجتماعية وثقافية معقدة. على سبيل المثال، في مواقع مثل جوبيكلي تيبي في تركيا، عُثر على هياكل حجرية ضخمة تُشير إ-لى طقوس دينية. على الرغم من عدم وجود أدلة مماثلة في حماة، فإن وجود أدوات الجبس الأبيض قد يُشير إلى ممارسات رمزية أو طقوسية، حيث كانت هذه الأدوات تُستخدم أحيانًا في سياقات غير عملية.
حماة في سياق الهلال الخصيب
تقع حماة في قلب الهلال الخصيب، وهي منطقة تمتد من مصر إلى العراق، وتُعتبر مهد الحضارات القديمة. خلال الفترة النيوليتية، كانت هذه المنطقة مركزًا لتطور الزراعة، حيث بدأ البشر في تدجين النباتات مثل القمح والشعير، والحيوانات مثل الأغنام والماعز. موقع حماة على نهر العاصي جعلها موقعًا مثاليًا للاستيطان، حيث وفرت المياه والتربة الخصبة الظروف المناسبة للزراعة.
دور نهر العاصي
نهر العاصي، الذي يمر عبر حماة، كان عنصرًا حيويًا في تطور المدينة. على الرغم من أن النهر لم يكن صالحًا للملاحة أو الري الواسع النطاق، إلا أنه وفر المياه للحدائق والزراعة المحلية. كما أن الوادي المحيط بنهر العاصي شكل ممرًا طبيعيًا للتجارة والتواصل بين الشمال والجنوب، مما عزز من أهمية حماة كمركز إقليمي.
مقارنة مع مواقع أخرى
في سوريا، هناك العديد من المواقع النيوليتية الهامة، مثل تل قارمل، الذي يحتوي على أقدم الأبراج الحجرية المعروفة (حوالي 10,650 قبل الميلاد)، وتل حسان، الذي يُظهر بدايات الزراعة في الألفية التاسعة قبل الميلاد. على الرغم من أن حماة ليست بارزة مثل هذه المواقع في السجلات الأثرية، إلا أن اكتشاف الطبقة M يُشير إلى أنها كانت جزءًا من شبكة المستوطنات النيوليتية التي ساهمت في تطور الحضارات الأولى.
التجارة والتواصل
تشير الأدلة من مواقع نيوليتية أخرى في سوريا، مثل العثور على أدوات الأوبسيديان من الأناضول، إلى وجود شبكات تجارية مبكرة. من المحتمل أن حماة، بفضل موقعها على نهر العاصي، شاركت في هذه الشبكات، مما سمح بتبادل المواد والأفكار مع المجتمعات المجاورة.
الفترات اللاحقة
بعد الفترة النيوليتية، استمرت حماة في الازدهار خلال العصر النحاسي (Chalcolithic) والعصر البرونزي. تشير الاكتشافات في الطبقة L في تل حماة إلى وجود ثقافة الحلف، وهي ثقافة نيوليتية متأخرة تميزت بصناعة الفخار المزخرف. بحلول الألفية الثانية قبل الميلاد، أصبحت حماة مركزًا حضريًا هامًا، وربما كانت تابعة لإمبراطورية ميتاني الأمورية. ومع ذلك، فإن تركيز هذه المقالة يبقى على حماة في العصر الحجري، وبالأخص الفترة النيوليتية.
الانتقال إلى العصر النحاسي
خلال العصر النحاسي (حوالي 4000-3000 قبل الميلاد)، بدأت المجتمعات في استخدام النحاس إلى جانب الأدوات الحجرية. في حماة، عُثر على بقايا من ثقافة الحلف في الطبقة L، مما يُشير إلى استمرارية الاستيطان والتطور الثقافي. هذه الفترة شهدت أيضًا بدايات التحضر، حيث أصبحت حماة مركزًا إقليميًا هامًا.
الفترات اللاحقة
في العصور البرونزية والحديدية، أصبحت حماة عاصمة لمملكة آرامية قوية، ولاحقًا خضعت لسيطرة الآشوريين، الفرس، المقدونيين، والسلوقيين. هذه التطورات تُظهر استمرارية أهمية حماة كمركز حضري على مر العصور.
الخاتمة
تُعد حماة واحدة من أقدم المدن في العالم، مع تاريخ يمتد إلى الفترة النيوليتية. الاكتشافات الأثرية في تل حماة، خاصة من الطبقة M، تُظهر أن المدينة كانت مأهولة منذ حوالي 6000-5000 قبل الميلاد، وأن سكانها كانوا يستخدمون تقنيات متقدمة مثل صناعة أدوات الجبس الأبيض والفخار الحقيقي. هذه الاكتشافات تُساهم في فهمنا لتطور المجتمعات البشرية في الشرق الأوسط خلال حماة في العصر الحجري. موقع حماة الاستراتيجي على نهر العاصي جعلها مركزًا حيويًا في شبكة المستوطنات النيوليتية، وساهم في ازدهارها على مر العصور.
جدول الاكتشافات الأثرية في حماة خلال العصر الحجري
الفترة | التاريخ | الاكتشافات | الأهمية |
---|---|---|---|
الفترة النيوليتية | 6000-5000 ق.م | الطبقة M: أدوات من الجبس الأبيض والفخار الحقيقي | تُظهر التحول من أدوات الجص إلى الفخار الطيني، مما يعكس تقدمًا تكنولوجيًا |
العصر النحاسي | 4000-3000 ق.م | الطبقة L: بقايا ثقافة الحلف | تُشير إلى استمرارية الاستيطان والتطور الثقافي |
الأسئلة الشائعة
1. متى بدأ الاستيطان البشري في حماة وما هي أهم فترة في تاريخ حماة في العصر الحجري؟
الإجابة: بدأ الاستيطان البشري في حماة خلال العصر الحجري الحديث (النيوليتي)، وتحديداً حوالي 6000-5000 قبل الميلاد. تُعد هذه الفترة هي المحطة الرئيسية في تاريخ حماة في العصر الحجري، حيث لا توجد أدلة واضحة على استيطان بشري في المدينة خلال العصر الحجري القديم أو المتوسط. الاكتشافات الأثرية تُظهر أن حماة كانت جزءاً من شبكة المستوطنات التي ساهمت في تطور الحضارات في منطقة الهلال الخصيب.
2. ما هي “الطبقة M” التي تم اكتشافها في تل حماة، وما أهميتها؟
الإجابة: “الطبقة M” هي إحدى أهم الطبقات الأثرية التي اكتُشفت في تل حماة خلال الحفريات التي قادها الفريق الدنماركي. يعود تاريخها إلى الفترة النيوليتية (حوالي 6000-5000 ق.م)، وتكمن أهميتها في أنها تقدم نافذة فريدة على حياة سكان حماة في العصر الحجري. احتوت هذه الطبقة على أدوات من الجبس الأبيض (White Ware) والفخار الحقيقي، مما يدل على أن مجتمع حماة كان مواكباً للتحولات التكنولوجية الكبرى في تلك الفترة، مثل الانتقال من استخدام أواني الجص إلى صناعة الفخار المحروق.
3. ما هي أبرز أنواع الأدوات التي استخدمها سكان حماة خلال العصر النيوليتي؟
الإجابة: استخدم سكان حماة نوعين رئيسيين من الأواني والأدوات التي تعكس تطورهم التكنولوجي:
- أدوات الجبس الأبيض (White Ware): هي أوانٍ مصنوعة من الجص الجيري، وتُعتبر مرحلة سابقة للفخار الطيني. كانت تُستخدم لتخزين المواد الغذائية والسوائل، ويشير وجودها إلى أن سكان حماة كانوا يمتلكون تقنيات تصنيع متقدمة قبل انتشار الفخار.
- الفخار الحقيقي: وهو فخار مصنوع من الطين المحروق، ويمثل تطوراً تكنولوجياً هاماً. كان يُستخدم لتخزين الحبوب والسوائل والطهي، مما يعكس استقرار المجتمع وتغير أنماطه الغذائية.
4. كيف كانت الحياة اليومية لسكان حماة في العصر الحجري الحديث؟
الإجابة: بناءً على الاكتشافات، يُعتقد أن سكان حماة في العصر الحجري عاشوا كمجتمع زراعي مستقر. من المرجح أنهم كانوا يعيشون في مساكن بسيطة مصنوعة من الطوب اللبن، ويمارسون الزراعة على ضفاف نهر العاصي، حيث كانوا يزرعون القمح والشعير. كما قاموا بتربية الحيوانات مثل الأغنام والماعز للحصول على اللحوم والحليب والصوف. استخدامهم للفخار يدل على تخزينهم للمحاصيل والمواد الغذائية وممارستهم للطهي.
5. ما هو الدور الذي لعبه نهر العاصي في تطور حماة خلال العصر الحجري؟
الإجابة: لعب نهر العاصي دوراً حيوياً في تطور المدينة. على الرغم من أنه لم يكن صالحاً للملاحة الواسعة، إلا أنه وفّر مصدر مياه دائم للزراعة المحلية والحدائق، وهو ما كان ضرورياً لاستقرار مجتمع زراعي. كما شكّل وادي النهر ممراً طبيعياً للتجارة والتواصل بين المجتمعات في الشمال والجنوب، مما عزز من أهمية موقع حماة الاستراتيجي ضمن منطقة الهلال الخصيب.
6. ماذا يكشف وجود الفخار الحقيقي وأدوات الجبس الأبيض معاً في الطبقة M؟
الإجابة: إن وجود كلا النوعين من الأدوات في “الطبقة M” هو دليل مهم على فترة انتقالية تكنولوجية وثقافية شهدتها حماة في العصر الحجري. يشير ذلك إلى أن السكان استخدموا أولاً تقنية “الجبس الأبيض” لصناعة الأواني، ثم تبنوا لاحقاً أو بالتزامن معها تقنية صناعة الفخار الطيني المحروق الأكثر تطوراً ومتانة. هذا التحول يعكس التقدم في المهارات الحرفية وقدرة المجتمع على التكيف وتبني ابتكارات جديدة.
7. كيف يمكن مقارنة موقع حماة الأثري بالمواقع النيوليتية الأخرى في سوريا؟
الإجابة: تقع حماة ضمن شبكة من المستوطنات النيوليتية الهامة في سوريا. في حين أن مواقع أخرى مثل “تل قارمل” (المشهور بأبراجه الحجرية القديمة) أو “تل حسان” قد تكون أكثر بروزاً في السجلات الأثرية المبكرة، فإن اكتشافات حماة، خاصة في “الطبقة M”، تؤكد أنها كانت جزءاً لا يتجزأ من هذا التطور الحضاري. موقعها على نهر العاصي منحها ميزة استراتيجية وساهم في مشاركتها المحتملة في شبكات التجارة المبكرة لتبادل المواد والأفكار.
8. هل كانت هناك دلائل على وجود تجارة أو تواصل مع مناطق أخرى خلال فترة حماة في العصر الحجري؟
الإجابة: نعم، تشير المقالة إلى احتمال كبير لوجود شبكات تجارية. بفضل موقعها الاستراتيجي على ممر نهر العاصي، من المرجح أن حماة شاركت في شبكات تبادل تجاري مع المجتمعات المجاورة. ويستند هذا الاستنتاج إلى أدلة من مواقع سورية أخرى من نفس الفترة، حيث عُثر على مواد مثل حجر الأوبسيديان (الزجاج البركاني) الذي تم جلبه من مناطق بعيدة مثل الأناضول، مما يدل على وجود تواصل وتبادل للموارد.
9. ما هي الفترة التي تلت العصر الحجري في حماة حسب الاكتشافات الأثرية؟
الإجابة: بعد الفترة النيوليتية، استمر الاستيطان في حماة خلال العصر النحاسي (حوالي 4000-3000 ق.م). الدليل على ذلك هو العثور على بقايا من “ثقافة الحلف” في “الطبقة L” بتل حماة، وهي ثقافة تميزت بصناعة فخار مزخرف بشكل مميز. هذا يشير إلى استمرارية التطور الثقافي والاجتماعي في المدينة والانتقال التدريجي نحو مجتمعات أكثر تعقيداً.
10. من هم علماء الآثار الذين يعود لهم الفضل في اكتشاف تاريخ حماة في العصر الحجري؟
الإجابة: يعود الفضل الأكبر في الكشف عن تاريخ حماة في العصر الحجري إلى فريق الآثار الدنماركي الذي أجرى حفريات في تل حماة بين عامي 1931 و 1938. كان هذا الفريق بقيادة عالم الآثار “هارالد إنغولت” (Harald Ingholt)، وقد أدت أعمالهم إلى اكتشاف الطبقات الأثرية المتعاقبة في التل، بما في ذلك “الطبقة M” التي كشفت عن أسرار المدينة في العصر النيوليتي.