العصر الإسلامي

الفتح الإسلامي لحماة: تاريخ، تحول، وأثر ثقافي

النقاط الرئيسية:

  • يُعتقد أن الفتح الإسلامي لحماة وقع في عام 17 هـ / 638 م على يد الصحابي أبو عبيدة بن الجراح، على الرغم من وجود بعض الاختلافات في المصادر التاريخية التي تشير إلى عام 18 هـ / 639 م.
  • استسلم أهل حماة للمسلمين بسلام، وتم الاتفاق على شروط صلح تضمنت دفع الجزية والخراج، مما سمح بالتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين.
  • تم تحويل الكنيسة العظمى في حماة إلى الجامع الأعلى، وهو تحول عمراني رئيسي يعكس الهوية الإسلامية الجديدة للمدينة.
  • أصبحت حماة جزءًا من جند حمص، وهو أحد الأجناد الإدارية في الشام، ولعبت دورًا هامًا في التنظيم العسكري والإداري.
  • هناك اختلافات طفيفة بين المصادر التاريخية، مثل البلاذري والطبري، حول ما إذا كان الفتح سلميًا أو بالقوة، لكن الرواية السائدة تشير إلى صلح.

نظرة عامة على الفتح الإسلامي لحماة
في القرن السابع الميلادي، شهدت مدينة حماة، إحدى المدن السورية العريقة، حدثًا تاريخيًا هامًا تمثل في الفتح الإسلامي على يد القائد الصحابي أبو عبيدة بن الجراح. يُعتقد أن هذا الفتح وقع في عام 17 هـ / 638 م، وفقًا لبعض المصادر، بينما تشير مصادر أخرى إلى عام 18 هـ / 639 م. استسلم أهل المدينة للمسلمين دون قتال، وتم الاتفاق على شروط صلح تضمنت دفع الجزية (ضريبة على الأفراد غير المسلمين) والخراج (ضريبة على الأراضي)، مما سمح لسكان المدينة بالحفاظ على ممتلكاتهم وحريتهم الدينية. هذا الفتح لم يكن مجرد حدث عسكري، بل كان بداية لتحولات ثقافية ودينية عميقة في المدينة.

تحويل الكنيسة إلى الجامع الأعلى
بعد الفتح الإسلامي لحماة، قام أبو عبيدة بتحويل الكنيسة العظمى، التي يُرجح أنها بُنيت في القرن الرابع الميلادي خلال عهد الإمبراطور قسطنطين، إلى مسجد عُرف باسم “الجامع الأعلى”. هذا التحويل كان رمزًا للهوية الإسلامية الجديدة للمدينة، حيث أصبح المسجد مركزًا للعبادة والتعليم الإسلامي. يُعد الجامع الأعلى من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، ويُشار إليه أحيانًا كخامس مسجد في الإسلام، مما يعكس أهميته التاريخية والدينية.

دور حماة في جند حمص
بعد الفتح، أُدرجت حماة ضمن جند حمص، وهو أحد الأجناد الإدارية والعسكرية التي قُسمت إليها الشام في عهد الخلفاء الراشدين. كانت حمص عاصمة هذا الجند، وشملت مدنًا أخرى مثل حماة والرستن. لعبت حماة دورًا هامًا كمركز إداري وتجاري، وساهمت في استقرار المنطقة ونشر الإسلام. كما كانت نقطة استراتيجية للدفاع عن الحدود ضد التهديدات البيزنطية.

الأهمية الثقافية والدينية
يُظهر الفتح الإسلامي لحماة كيف تم دمج المدينة في النسيج الإسلامي مع الحفاظ على التعايش بين المسلمين والمسيحيين. شروط الصلح التي أُبرمت مع أهل المدينة سمحت باستمرار الحياة الاجتماعية والاقتصادية دون اضطرابات كبيرة، بينما وضع تحويل الكنيسة إلى مسجد الأسس لتأسيس مركز ديني وثقافي إسلامي في حماة. هذا الحدث يُعد مثالًا مبكرًا لكيفية تعامل المسلمين مع المدن المفتوحة صلحًا، مع احترام التنوع الديني والثقافي.

مقدمة

يُعد الفتح الإسلامي لحماة حدثًا بارزًا في تاريخ المدينة السورية العريقة، حيث شهدت في عام 17 هـ / 638 م، وفقًا لبعض المصادر، دخول الجيوش الإسلامية بقيادة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح. لم يكن هذا الفتح مجرد انتصار عسكري، بل كان نقطة تحول ثقافية ودينية، حيث تم تحويل الكنيسة العظمى في المدينة إلى الجامع الأعلى، وهو أول تحول عمراني يعكس الهوية الإسلامية الجديدة لحماة. في هذه المقالة، سنستعرض تفاصيل الفتح الإسلامي لحماة، وشروط الصلح مع أهل المدينة، ودورها في جند حمص، مع التركيز على الأهمية التاريخية والثقافية لهذا الحدث.

السياق التاريخي لـ الفتح الإسلامي لحماة

قبل الفتح الإسلامي لحماة، كانت الشام، بما في ذلك مدينة حماة، تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية. كانت المنطقة مركزًا للصراعات بين البيزنطيين والساسانيين، مما أضعفها وجعلها عرضة للتغيير. في هذا السياق، بدأت الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، حيث قاد قادة مثل خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح حملات عسكرية ناجحة لنشر الإسلام وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية.

أبو عبيدة بن الجراح، المعروف بلقب “أمين الأمة”، كان أحد أبرز قادة الفتوحات الإسلامية. بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك عام 15 هـ / 636 م، التي كانت نقطة تحول في السيطرة على الشام، تولى أبو عبيدة قيادة الجيوش الإسلامية في المنطقة. وقد نجح في فتح مدن رئيسية مثل دمشق وحمص، ممهدًا الطريق للفتح الإسلامي لحماة.

اقرأ أيضاً:  حماة في العصر الأموي: دراسة تاريخية شاملة 661 م

الفتح الإسلامي لحماة

وفقًا للمؤرخ البلاذري في كتابه “فتوح البلدان”، بعد أن أكمل أبو عبيدة فتح حمص، توجه إلى حماة واستطاع فتحها صلحًا، حيث فرض على أهلها شروطًا مشابهة لتلك التي أُبرمت مع أهل حمص. تشير المصادر إلى أن أهل حماة استقبلوا أبو عبيدة بالاستسلام، مما جنّبهم القتال وحافظ على سلامة المدينة وسكانها. تضمنت شروط الصلح دفع الجزية على الأفراد غير المسلمين والخراج على الأراضي الزراعية، مقابل ضمان الأمان لأرواحهم وممتلكاتهم وحريتهم الدينية.

ومع ذلك، هناك اختلافات طفيفة في المصادر التاريخية. ففي حين يذكر البلاذري أن الفتح الإسلامي لحماة كان سلميًا، يشير الطبري في “تاريخ الرسل والملوك” إلى أن حماة فُتحت بالقوة، مع وقوع قتلى وأسرى. نظرًا لأن الرواية السائدة، المدعومة بمصادر مثل البلاذري وموسوعة الجزيرة، تؤكد على الصلح، فإننا نميل إلى اعتماد هذه الرواية، مع الإشارة إلى الاختلافات التاريخية كجزء من التنوع في الروايات.

يُعتقد أن الفتح الإسلامي لحماة وقع في عام 17 هـ / 638 م، كما ورد في بعض المصادر مثل ويكيبيديا العربية عن الجامع الأعلى. ومع ذلك، تشير مصادر أخرى، مثل موسوعة الجزيرة، إلى أن الحدث وقع في عام 18 هـ / 639 م. هذا الاختلاف قد يكون ناتجًا عن اختلافات في التأريخ أو عن أحداث لاحقة مرتبطة بالمدينة. لأغراض هذه المقالة، سنعتمد التاريخ المذكور في السؤال، وهو 17 هـ / 638 م، مع الإشارة إلى التباين في المصادر.

جدول: مقارنة المصادر حول الفتح الإسلامي لحماة

المصدرالتاريخطريقة الفتحالتفاصيل
البلاذري (فتوح البلدان)بعد معركة اليرموك (15 هـ / 636 م)صلحفرض شروط مشابهة لشروط حمص، مع دفع الجزية والخراج.
الطبري (تاريخ الرسل والملوك)15 هـ / 636 مبالقوةذكر أن حماة فُتحت بالقوة مع قتلى وأسرى.
موسوعة الجزيرة18 هـ / 639 مصلحأهل حماة استسلموا، وتم تحويل الكنيسة إلى مسجد.
ويكيبيديا (الجامع الأعلى)17 هـ / 638 مصلحتحويل الكنيسة إلى الجامع الأعلى بعد الفتح.

تحويل الكنيسة إلى الجامع الأعلى

كانت الكنيسة العظمى في حماة، التي يُرجح أنها بُنيت في القرن الرابع الميلادي خلال عهد الإمبراطور قسطنطين، مركزًا دينيًا هامًا للمسيحيين في المدينة. تشير الدراسات الأثرية إلى أن الموقع كان في الأصل معبدًا وثنيًا، ربما مكرسًا للإله جوبيتر، قبل أن يتحول إلى كنيسة بيزنطية. مع الفتح الإسلامي لحماة، قام أبو عبيدة بن الجراح بتحويل هذه الكنيسة إلى مسجد، عُرف باسم “الجامع الأعلى”، وهو اسم يُعزى إلى موقعه المرتفع عن الأرض، حيث يتم الوصول إليه عبر درج.

يُعد الجامع الأعلى من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، ويُشار إليه أحيانًا كخامس مسجد في الإسلام بعد مساجد قباء، الأقصى، والحرمين الشريفين. يتميز المسجد بمعالمه المعمارية التي تجمع بين عناصر من الحضارات الرومانية، البيزنطية، والإسلامية. على سبيل المثال، تحتوي المئذنة الجنوبية على كتابات بالخط الكوفي، بينما تُظهر الواجهة الغربية تأثيرات بيزنطية واضحة في الأعمدة وتيجانها. كما يضم المسجد منبرًا خشبيًا مزخرفًا وقبة الخزنة، بالإضافة إلى مداخل المعبد القديم المزينة بزخارف نباتية وهندسية.

هذا التحويل لم يكن مجرد تغيير في وظيفة المبنى، بل كان رمزًا للهوية الإسلامية الجديدة للمدينة. لقد أصبح الجامع الأعلى مركزًا للعبادة والتعليم الإسلامي، وساهم في تعزيز الثقافة الإسلامية في حماة. في الوقت نفسه، حافظ المسلمون على بعض العناصر المعمارية الأصلية للكنيسة، مما يعكس نهجهم في دمج التراث المحلي مع الهوية الإسلامية.

حماة في جند حمص

بعد الفتح الإسلامي لحماة، أُدرجت المدينة ضمن جند حمص، وهو أحد الأجناد الإدارية والعسكرية التي قُسمت إليها الشام في عهد الخلفاء الراشدين. كانت الشام مقسمة إلى عدة أجناد، بما في ذلك جند دمشق، جند الأردن، جند فلسطين، وجند قنسرين، بالإضافة إلى جند حمص. كانت حمص عاصمة هذا الجند، وشملت مدنًا مثل حماة والرستن، مما جعلها مركزًا إداريًا وعسكريًا هامًا.

لعبت حماة دورًا استراتيجيًا في جند حمص بفضل موقعها الجغرافي على نهر العاصي، مما جعلها مركزًا تجاريًا وزراعيًا. كما ساهمت في الدفاع عن الحدود ضد التهديدات البيزنطية، حيث كانت الشام منطقة حدودية بين الدولة الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية. كان الحكام المحليون في جند حمص، تحت إشراف الخليفة، يديرون الشؤون الإدارية والعسكرية، بينما كانت حماة تساهم في استقرار المنطقة من خلال اقتصادها القوي وموقعها الاستراتيجي.

اقرأ أيضاً:  مدينة حماة في زمن بني إسرائيل: نظرة تاريخية شاملة 1000 ق. م

جدول: الأجناد في الشام ودور حماة

الجندالعاصمةالمدن الرئيسيةدور حماة
جند حمصحمصحماة، الرستنمركز تجاري وزراعي، نقطة دفاعية.

الأثر الثقافي والديني لـ الفتح الإسلامي لحماة

كان لـ الفتح الإسلامي لحماة أثر عميق على الهوية الثقافية والدينية للمدينة. لقد أصبح الجامع الأعلى مركزًا للعبادة والتعليم، وساهم في نشر الإسلام بين سكان المدينة. في الوقت نفسه، سمحت شروط الصلح للمسيحيين بالحفاظ على ديانتهم وممتلكاتهم، مما عزز التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة. هذا النهج يعكس سياسة المسلمين في التعامل مع المدن المفتوحة صلحًا، حيث كانوا يسعون إلى دمج المناطق الجديدة في الدولة الإسلامية دون إلغاء هويتها الثقافية.

على مر القرون، أصبحت حماة مركزًا للعلوم والفنون الإسلامية، حيث شهدت ازدهارًا في العمارة والتعليم. الجامع الأعلى، بمعالمه المعمارية الفريدة، يُعد شاهدًا على هذا التحول، حيث يجمع بين عناصر من الحضارات الرومانية والبيزنطية والإسلامية. كما أن وجود ضريحي الأميرين الأيوبيين المنصور والمظفر في المسجد يُبرز أهميته التاريخية في الفترات اللاحقة.

الخاتمة

يُعد الفتح الإسلامي لحماة حدثًا تاريخيًا هامًا لم يقتصر على الجانب العسكري، بل امتد ليشمل تحولات عمرانية وثقافية عميقة. تحويل الكنيسة العظمى إلى الجامع الأعلى يُظهر كيف أصبحت حماة جزءًا من النسيج الإسلامي، مع الحفاظ على تراثها الثقافي المتنوع. شروط الصلح التي أُبرمت مع أهل المدينة ساهمت في استقرارها وازدهارها كجزء من جند حمص، مما جعلها مركزًا إداريًا وتجاريًا هامًا. من خلال هذا المقال، نكون قد استعرضنا جوانب هذا الحدث التاريخي، وأهميته في تشكيل تاريخ حماة الإسلامي، مع تسليط الضوء على الدور الرائد لأبو عبيدة بن الجراح في هذا الإنجاز.

الأسئلة الشائعة

1. متى وقع الفتح الإسلامي لحماة ومن كان قائد الجيوش الإسلامية؟

الإجابة: وقع الفتح الإسلامي لحماة في عام 17 هـ / 638 م، وفقًا للمصادر التي اعتمدتها المقالة، مع وجود إشارة إلى أن مصادر أخرى تذكر عام 18 هـ / 639 م. كان قائد الجيوش الإسلامية في هذا الفتح هو الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، الملقب بـ “أمين الأمة”، وذلك بعد انتصار المسلمين الكبير في معركة اليرموك.

2. هل تم فتح حماة صلحاً أم بالقوة؟

الإجابة: في الفتح الإسلامي لحماة ثمة روايتان. الرواية السائدة والراجحة، التي ذكرها المؤرخ البلاذري، تؤكد أن الفتح الإسلامي لحماة تم صلحاً. حيث استسلم أهل حماة لأبي عبيدة بن الجراح، مما جنب المدينة القتال. في المقابل، يذكر المؤرخ الطبري أن المدينة فُتحت بالقوة. إلا أن المقالة تميل إلى اعتماد رواية الصلح باعتبارها الأكثر شيوعًا.

3. ما هي شروط الصلح التي فُرضت على أهل حماة؟

الإجابة: بناءً على رواية الصلح في الفتح الإسلامي لحماة، كانت الشروط المفروضة على أهل حماة مشابهة لتلك التي عقدت مع أهل حمص. تضمنت هذه الشروط دفع الجزية على الأفراد غير المسلمين، والخراج على الأراضي الزراعية، وذلك مقابل حصولهم على الأمان التام على أرواحهم وممتلكاتهم وحريتهم الدينية.

4. ما هو أبرز تغيير معماري حدث في المدينة بعد الفتح الإسلامي لحماة؟

الإجابة: كان التحول الأبرز هو تحويل الكنيسة العظمى في المدينة إلى مسجد، والذي أصبح يُعرف باسم “الجامع الأعلى”. ويُعد هذا التحويل أول بصمة عمرانية تعكس الهوية الإسلامية الجديدة للمدينة، وأصبح الجامع من أقدم مساجد العالم الإسلامي.

5. ما الأهمية التاريخية لموقع الجامع الأعلى قبل الإسلام؟

الإجابة: قبل أن يصبح مسجدًا، كان الموقع مركزًا دينيًا هامًا عبر العصور. تشير الدراسات إلى أنه كان في الأصل معبدًا وثنيًا (ربما للإله جوبيتر) في العصر الروماني، ثم تحول إلى كنيسة بيزنطية في عهد الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي، قبل أن يتم تحويله إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي لحماة.

6. ما هي مكانة حماة الإدارية والعسكرية بعد الفتح الإسلامي؟

الإجابة: بعد الفتح الإسلامي لحماة، أُدرجت المدينة ضمن جند حمص، وهو أحد التقسيمات الإدارية والعسكرية للشام. كانت حمص هي عاصمة هذا الجند، ولعبت حماة دورًا استراتيجيًا فيه كمركز تجاري وزراعي مهم بفضل موقعها على نهر العاصي، بالإضافة إلى دورها في حماية الحدود ضد التهديدات البيزنطية.

7. كيف أثّر الفتح الإسلامي على الهوية الثقافية والدينية لحماة؟

الإجابة: كان للفتح أثر عميق، حيث أصبح الجامع الأعلى مركزًا للعبادة والتعليم ونشر الثقافة الإسلامية. وفي الوقت نفسه، ساهمت شروط الصلح في تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، حيث سُمح لهم بالحفاظ على دينهم وممتلكاتهم. هذا النهج أدى إلى دمج المدينة في الدولة الإسلامية مع الحفاظ على جزء من تراثها.

اقرأ أيضاً:  فتح حماة والتعايش السلمي، تاريخ مجيد سنة 12 هـ

8. من هو أبو عبيدة بن الجراح وما هو دوره في فتوحات الشام؟

الإجابة: هو صحابي جليل وأحد أبرز قادة الفتوحات الإسلامية، ويُعرف بلقب “أمين الأمة”. بعد الانتصار الحاسم في معركة اليرموك (15 هـ / 636 م)، تولى قيادة الجيوش الإسلامية في الشام، ونجح في فتح مدن رئيسية مثل دمشق وحمص، مما مهد الطريق لفتح حماة وبقية مدن المنطقة.

9. هل تتفق المصادر التاريخية على تفاصيل الفتح الإسلامي لحماة؟

الإجابة: لا، توجد اختلافات طفيفة بين المصادر. فمثلًا، يختلف المؤرخون حول تاريخ الفتح بين عامي 17 هـ و 18 هـ. كما يختلفون حول طريقة الفتح، حيث يذكر البلاذري أنه كان صلحًا، بينما يذكر الطبري أنه كان بالقوة. المقالة تستعرض هذه الاختلافات مع ترجيح رواية الصلح.

10. ما الذي يميز العمارة في الجامع الأعلى بحماة؟

الإجابة: يتميز الجامع الأعلى بكونه يجمع بين عناصر معمارية من حضارات مختلفة. فهو يضم بقايا من المعبد الروماني القديم، وتأثيرات بيزنطية واضحة في الأعمدة وتيجانها، بالإضافة إلى السمات الإسلامية مثل المئذنة الجنوبية التي تحمل كتابات بالخط الكوفي، والمنبر الخشبي المزخرف، وقبة الخزنة. هذا المزيج يعكس تاريخ الموقع العريق والتحولات التي مر بها.

1. ما هو السياق السياسي الذي كانت تعيشه بلاد الشام قبل الفتح الإسلامي والذي سهّل من مهمة المسلمين؟

الإجابة: قبل الفتح الإسلامي، كانت بلاد الشام، بما فيها حماة، تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية. وكانت المنطقة مركزًا لصراعات طويلة بين البيزنطيين والساسانيين، مما أدى إلى إضعافها سياسيًا وعسكريًا وجعلها أكثر عرضة للتغيير والفتح.

2. لماذا سُمي “الجامع الأعلى” بهذا الاسم تحديدًا؟

الإجابة: تشير المقالة إلى أن سبب تسميته بـ “الجامع الأعلى” يُعزى إلى موقعه المرتفع عن الأرض، حيث كان يتم الوصول إليه عبر الصعود على درج، مما منحه هذه الصفة الطبوغرافية والمعمارية.

3. ما هي أهمية “معركة اليرموك” بالنسبة للفتح الإسلامي لحماة؟

الإجابة: كانت معركة اليرموك عام 15 هـ / 636 م نقطة تحول حاسمة في السيطرة على بلاد الشام. فبعد هذا النصر الكبير للمسلمين، تولى أبو عبيدة بن الجراح قيادة الجيوش وتمكن من فتح المدن الكبرى كدمشق وحمص، مما مهّد الطريق مباشرةً للتوجه نحو حماة وفتحها.

4. كيف يعكس بناء الجامع الأعلى سياسة المسلمين في التعامل مع تراث المدن المفتوحة؟

الإجابة: يعكس الجامع سياسة الدمج والتسامح؛ فعلى الرغم من تحويل وظيفته من كنيسة إلى مسجد لترسيخ الهوية الإسلامية، إلا أن المسلمين حافظوا على بعض العناصر المعمارية الأصلية للكنيسة البيزنطية وبقايا المعبد الروماني. هذا يدل على نهج يدمج التراث المحلي مع الهوية الجديدة بدلاً من محوه بالكامل.

5. بالإضافة إلى جند حمص، ما هي الأجناد الأخرى التي قُسّمت إليها الشام كما ورد في المقال؟

الإجابة: يذكر المقال أن الشام قُسّمت إلى عدة أجناد إدارية وعسكرية، وهي: جند دمشق، جند الأردن، جند فلسطين، وجند قنسرين، بالإضافة إلى جند حمص الذي كانت حماة جزءًا منه.

6. ما هي الكتب التاريخية الرئيسية التي استندت إليها المقالة في سردها لفتح حماة، وما هو الاختلاف الرئيسي بينها؟

الإجابة: استندت المقالة بشكل أساسي إلى كتابين: “فتوح البلدان” للبلاذري، الذي يروي أن الفتح تم صلحًا، وكتاب “تاريخ الرسل والملوك” للطبري، الذي يشير إلى أن الفتح تم بالقوة وشهد وقوع قتلى وأسرى.

7. ما هو اللقب الذي عُرف به القائد أبو عبيدة بن الجراح؟

الإجابة: عُرف الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح بلقب “أمين الأمة”، وهو لقب يعكس مكانته العظيمة وثقته في قيادة المسلمين.

8. ما الدور الاستراتيجي الذي لعبته حماة ضمن “جند حمص”؟

الإجابة: لعبت حماة دورًا مزدوجًا؛ فمن الناحية الاقتصادية، كانت مركزًا تجاريًا وزراعيًا هامًا بفضل موقعها على نهر العاصي. ومن الناحية العسكرية، شكلت نقطة دفاعية ساهمت في حماية حدود الدولة الإسلامية ضد التهديدات البيزنطية.

9. ما الدليل المذكور في المقال على استمرار أهمية الجامع الأعلى في عصور لاحقة مثل العصر الأيوبي؟

الإجابة: الدليل هو وجود ضريحي الأميرين الأيوبيين المنصور والمظفر داخل المسجد. يشير وجود هذين الضريحين إلى أن الجامع حافظ على مكانته كمركز ديني وتاريخي مهم حتى في الفترات التي تلت الفتح الإسلامي بقرون.

10. ما هي المكانة الرمزية التي يُشار بها أحيانًا إلى الجامع الأعلى في حماة بين مساجد العالم الإسلامي؟

الإجابة: يُشار إلى الجامع الأعلى أحيانًا على أنه خامس مسجد في الإسلام، وذلك بعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء. هذه المكانة، وإن كانت رمزية، تدل على الأهمية التاريخية العظيمة التي يُنظر بها إلى هذا الجامع كأحد أوائل المساجد التي تأسست.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى