تراث لا مادي

حياكة البسط في حماة: تراث ثقافي يتجذر في التاريخ السوري

حياكة البسط في حماة، سوريا، هي حرفة تراثية عريقة تجمع بين الفن والثقافة والتاريخ. تشتهر حماة، المدينة الواقعة على ضفاف نهر العاصي، بإنتاج السجاد اليدوي الذي يتميز بألوانه الزاهية وتصاميمه الهندسية الفريدة. تعتمد هذه الحرفة على الصوف عالي الجودة من المناطق الصحراوية القريبة، وتستخدم تقنيات تقليدية مثل النول اليدوي والنول الأرضي. على الرغم من التحديات مثل ارتفاع تكاليف المواد الخام وقلة الأسواق، يواصل الحرفيون في حماة، مثل عبد الكريم عكاش، الحفاظ على هذا الإرث الثقافي. يمكن للسياح زيارة خان رستم باشا لمشاهدة الحرفيين أثناء العمل وشراء السجاد الأصيل، مما يجعل هذه الحرفة جزءًا لا يتجزأ من تجربة زيارة حماة.

النقاط الرئيسية

  • التاريخ العريق: يعود تاريخ حياكة البسط في حماة إلى قرون، مع ازدهار خاص في العصر العثماني.
  • التقنيات والمواد: يستخدم الحرفيون الصوف والقطن، مع أنوال مثل النول الأرضي والنول السحبي، وأصباغ طبيعية وصناعية.
  • التصاميم: تتميز بسط حماة بالشكل المستطيل وألوان زرقاء وحمراء وبنفسجية مع أنماط هندسية.
  • التحديات الحالية: تواجه الحرفة تحديات مثل ارتفاع تكاليف المواد وقلة الطلب، لكن هناك جهود لدعمها من خلال المعارض والجمعيات.
  • جاذبية سياحية: يمكن للزوار مشاهدة الحرفيين في خان رستم باشا، وهو موقع تاريخي يعكس التراث العثماني.

لماذا تُعد حياكة البسط في حماة مميزة؟

تُعد حياكة البسط في حماة فريدة بسبب ارتباطها بالتراث الثقافي السوري العريق. يعتمد الحرفيون على الصوف المحلي عالي الجودة، مما يمنح السجاد متانة وجمالًا استثنائيين. التصاميم تعكس البيئة المحلية والتاريخ، مع أنماط هندسية وألوان تعبر عن هوية المنطقة. كما أن استمرار هذه الحرفة رغم التحديات يظهر تفاني المجتمع المحلي في الحفاظ على تراثه.

أين يمكن للسياح تجربة هذه الحرفة؟

يُعد خان رستم باشا، الواقع في شارع المرابط بحماة، وجهة مثالية للسياح. يمكن للزوار مشاهدة الحرفيين وهم ينسجون السجاد يدويًا، والتعرف على العملية من خلال تفاعل مباشر معهم. كما يوفر الخان سوقًا لشراء السجاد الأصيل، مما يتيح للسياح اقتناء قطعة فنية تحمل قصة ثقافية.

التحديات والمستقبل

تواجه حياكة البسط في حماة تحديات مثل ارتفاع تكاليف المواد الخام وصعوبة التسويق، خاصة بعد الصراع في سوريا. ومع ذلك، تدعم جمعيات مثل اتحاد الحرفيين في حماة ومبادرات مثل تخصيص ممر في خان رستم باشا للحرف اليدوية استمرار هذه الحرفة. يُظهر التفاني في تعليم الأجيال الجديدة، كما يفعل عبد الكريم عكاش، أملًا في استمرار هذا التراث.

مقدمة عن حماة: مدينة النواعير والتراث

تقع مدينة حماة في وسط سوريا على ضفاف نهر العاصي، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في الشرق الأوسط، حيث يعود تاريخها إلى حوالي 5000 سنة قبل الميلاد. تشتهر حماة بنواعيرها الخشبية الضخمة، التي تُعد رمزًا للمدينة وجزءًا من تراثها الثقافي. هذه النواعير، التي بنيت في القرن الرابع عشر، كانت تُستخدم لري الحدائق والأراضي الزراعية، وما زالت تُعد جاذبية سياحية رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر حماة مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا، حيث ازدهرت العديد من الحرف التقليدية، بما في ذلك حياكة البسط اليدوية. تقع المدينة على حدود البادية السورية، مما يوفر وفرة من الصوف عالي الجودة، وهو المادة الأساسية لصناعة السجاد التقليدي.

تاريخ حياكة البسط في حماة

تعود جذور حياكة البسط في سوريا إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت الحضارات القديمة مثل مملكتي ماري وإيبلا تُنتج المنسوجات المنسوجة يدويًا. في حماة، ازدهرت هذه الحرفة بفضل موقعها الاستراتيجي ووفرة المواد الخام. خلال العصر العثماني (1516-1918)، أصبحت حماة مركزًا لإنتاج السجاد بفضل دعم السلاطين العثمانيين والحرفيين المهرة. كما ساهمت هجرة الحرفيين من مدن مثل دمشق وكرمان في تعزيز هذه الصناعة. في القرن العشرين، أنشأت الحكومة السورية وحدات تدريبية في المناطق الريفية، بما في ذلك حماة، لتعليم حياكة السجاد اليدوي، مما ساعد على استمرار هذا التراث حتى أواخر القرن العشرين.

التقنيات والمواد المستخدمة

تعتمد حياكة البسط في حماة على تقنيات تقليدية تُورث عبر الأجيال. يستخدم الحرفيون أنواعًا مختلفة من الأنوال، بما في ذلك النول الأرضي (pit-loom)، الذي يُوضع في حفرة للحفاظ على رطوبة الخيوط، والنول السحبي (draw-loom)، الذي يسمح بإنشاء أنماط معقدة. المادة الأساسية هي الصوف، الذي يُجمع من الأغنام في البادية السورية القريبة، ويُعرف بجودته العالية ومتانته. كما يُستخدم القطن والحرير في بعض الأحيان لإضافة تفاصيل دقيقة. تُصبغ الخيوط باستخدام أصباغ طبيعية مثل النيلة (للأزرق)، والزعفران (للأصفر)، وجذور الفوة (للأحمر)، على الرغم من أن الأصباغ الصناعية أصبحت شائعة في العصر الحديث. تبدأ العملية بتنظيف الصوف وغزله إلى خيوط، ثم صباغته، وأخيرًا نسجه على النول، حيث يتم ربط كل عقدة يدويًا لتشكيل النمط المطلوب.

جدول: المواد والأدوات المستخدمة في حياكة البسط في حماة

العنصرالوصفالمصدر
الصوفصوف عالي الجودة من البادية السورية، متين ومناسب للنسجالبادية القريبة من حماة
القطنيُستخدم للسدى واللحمة، يوفر القوةالسوق المحلي
الحريريُستخدم للتفاصيل الدقيقة في السجاد الفاخرأسواق دمشق وحلب
النول الأرضييُوضع في حفرة للحفاظ على رطوبة الخيوطتقليدي في حماة
النول السحبييسمح بإنشاء أنماط معقدة مثل الزخارف الهندسيةشائع في الورش الحرفية
الأصباغطبيعية (نيلة، زعفران، فوة) وصناعيةمحلية ومستوردة

التصاميم والأنماط

تتميز بسط حماة بشكلها المستطيل وألوانها الزاهية التي تشمل الأزرق والأحمر والبنفسجي. غالبًا ما تحتوي التصاميم على أنماط هندسية، مثل المعينات والنجوم، بالإضافة إلى زخارف نباتية مستوحاة من البيئة المحلية. قد تُدمج بعض السجاد رموزًا ثقافية أو صورًا لمعالم محلية، مثل نواعير حماة. تختلف هذه التصاميم عن السجاد الدمشقي، الذي يميل إلى اللون الأحمر، أو السجاد الساحلي الذي يتميز بالألوان الزرقاء المستوحاة من البحر. كل سجادة هي عمل فني فريد، يعكس إبداع الحرفي وتأثره بالتراث المحلي.

الأهمية الثقافية

تُعد حياكة البسط في حماة أكثر من مجرد حرفة؛ إنها جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمجتمع. تُورث المهارات من جيل إلى آخر، حيث يتعلم الأبناء من آبائهم، كما يفعل عبد الكريم عكاش، الذي تعلم الحرفة من والده ويسعى لتعليمها للآخرين. تحمل كل سجادة قصة، سواء كانت تعكس حياة الحرفي، أو التاريخ المحلي، أو الفلكلور الشعبي. تُستخدم السجاد في المنازل كمفروشات أرضية، أو كستائر جدارية، أو حتى كسجادات صلاة، مما يعزز أهميتها في الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية.

الوضع الحالي والتحديات

تواجه حياكة البسط في حماة تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف المواد الخام مثل القطن والخيوط، وقلة الأسواق المحلية والدولية. أشار أحمد دبيك، رئيس جمعية التطريز اليدوي، إلى انخفاض عدد الحرفيين بسبب هذه الصعوبات. كما تأثرت الصناعة بالصراع في سوريا، مما جعل من الصعب الحصول على المواد الخام والوصول إلى الأسواق. ومع ذلك، هناك جهود للحفاظ على الحرفة، مثل تخصيص ممر في خان رستم باشا لمحلات الحرف اليدوية، وخطط لإنشاء جمعية “شيوخ الكار” لدعم الحرفيين وتسويق منتجاتهم. اقترح الحرفيون مثل عكاش خفض أسعار المواد الخام وتنظيم معارض محلية ودولية لتعزيز التسويق.

جدول: التحديات والحلول المقترحة

التحديالوصفالحلول المقترحة
ارتفاع تكاليف الموادالصوف والقطن باهظ الثمن، مما يقلل من الربحيةخفض أسعار المواد الخام، تقديم قروض بدون فوائد
قلة الأسواقصعوبة بيع المنتجات محليًا ودوليًاتنظيم معارض محلية ودولية، تحسين التسويق
تأثير الصراعصعوبة الحصول على المواد والوصول إلى الأسواقدعم من الجمعيات والحكومة لإعادة إحياء الصناعة
انخفاض عدد الحرفيينقلة المهتمين بالتعلم بسبب التحديات الاقتصاديةتدريب الأجيال الجديدة، إعفاءات من الإيجار للورش

السياحة وحياكة البسط في حماة

يُعد خان رستم باشا، الذي بناه الصدر الأعظم رستم باشا عام 1556 في عهد السلطان سليمان القانوني، وجهة سياحية رئيسية في حماة. يتميز الخان بهندسته العثمانية الرائعة، مع مدخل كبير وساحة مركزية تحيط بها قاعات. اليوم، يُستخدم الطابق الأول كسوق للحرف اليدوية، بما في ذلك حياكة البسط، حيث يمكن للسياح مشاهدة الحرفيين وهم يعملون على الأنوال، وسماع قصصهم عن الحرفة. يوفر الخان فرصة لشراء السجاد الأصيل، الذي يُعد تذكارًا مثاليًا يحمل قيمة ثقافية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسياح زيارة نواعير حماة، ومتحف حماة، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية على ضفاف نهر العاصي، مما يجعل زيارة المدينة تجربة ثقافية شاملة.

تجربة زيارة خان رستم باشا

عند دخول خان رستم باشا، يُستقبل الزوار بصوت الأنوال وهي تعمل، ورائحة الصوف والأصباغ. يمكن للسياح التفاعل مع الحرفيين، مثل عبد الكريم عكاش، الذي يقضي ساعات طويلة خلف نوله الخشبي لإنتاج السجاد. يشرح الحرفيون العملية، من غزل الصوف إلى ربط العقد، مما يوفر تجربة تعليمية وثقافية. السوق مليء بالسجاد المتنوع، من القطع الصغيرة إلى السجاد الكبير المزخرف، مما يتيح للزوار اختيار قطعة تناسب ذوقهم.

الخاتمة

تُعد حياكة البسط في حماة رمزًا للتراث الثقافي السوري، حيث تجمع بين المهارة الحرفية والإبداع الفني. على الرغم من التحديات التي تواجهها، مثل ارتفاع التكاليف وقلة الأسواق، يواصل الحرفيون في حماة الحفاظ على هذا الإرث بمساعدة الجمعيات المحلية. بالنسبة للسياح، توفر زيارة خان رستم باشا فرصة فريدة لمشاهدة هذه الحرفة عن قرب، والتعرف على قصص السجاد التي تحمل تاريخ المدينة. من خلال دعم هذه الحرفة، يمكن للزوار المساهمة في الحفاظ على تراث حماة الثقافي وأخذ قطعة من تاريخها معهم إلى ديارهم.

الأسئلة الشائعة

  1. ما هي حياكة البسط في حماة؟
    حياكة البسط في حماة هي حرفة تقليدية تُنتج سجادًا يدويًا باستخدام الصوف والقطن، وتتميز بتصاميم هندسية وألوان زاهية. تُعد جزءًا من التراث الثقافي السوري، حيث تُورث المهارات عبر الأجيال، ويتم النسج على أنوال تقليدية مثل النول الأرضي والنول السحبي.
  2. ما هي المواد المستخدمة في حياكة بسط حماة؟
    تُستخدم بشكل رئيسي الصوف من البادية السورية، والقطن للسدى واللحمة، وأحيانًا الحرير للتفاصيل الدقيقة. تُصبغ الخيوط بأصباغ طبيعية (مثل النيلة والزعفران) أو صناعية لتحقيق ألوان زاهية ومتينة.
  3. ما الذي يميز تصاميم بسط حماة؟
    تتميز بسط حماة بشكلها المستطيل وألوانها الزاهية (الأزرق، الأحمر، البنفسجي) مع أنماط هندسية مثل المعينات والنجوم. قد تُدمج زخارف نباتية أو رموز مستوحاة من معالم محلية مثل نواعير حماة.
  4. أين يمكن للسياح مشاهدة حياكة البسط في حماة؟
    خان رستم باشا في شارع المرابط هو الوجهة المثالية. يمكن للزوار مشاهدة الحرفيين أثناء العمل على الأنوال، التفاعل معهم، وشراء السجاد الأصيل من السوق الموجود في الطابق الأول.
  5. ما هي التحديات التي تواجه حياكة البسط في حماة؟
    تواجه الحرفة تحديات مثل ارتفاع تكاليف المواد الخام (الصوف والقطن)، قلة الأسواق المحلية والدولية، وانخفاض عدد الحرفيين بسبب التحديات الاقتصادية والصراع في سوريا.
  6. كيف يتم الحفاظ على هذه الحرفة؟
    تدعم جمعيات مثل اتحاد الحرفيين في حماة الحرفة من خلال توفير ممر في خان رستم باشا للحرف اليدوية. كما يُقترح تنظيم معارض محلية ودولية وتدريب الأجيال الجديدة.
  7. ما هو دور خان رستم باشا في حياكة البسط؟
    خان رستم باشا، الذي بُني عام 1556، هو مركز ثقافي وتاريخي يستضيف ورش حياكة البسط. يُعد سوقًا للسجاد اليدوي ووجهة سياحية تتيح التفاعل مع الحرفيين.
  8. كيف تُستخدم بسط حماة في الحياة اليومية؟
    تُستخدم كمفروشات أرضية، ستائر جدارية، أو سجادات صلاة. تحمل كل سجادة قيمة ثقافية وفنية، مما يجعلها رمزًا للهوية السورية.
  9. هل يمكن للسياح تعلم حياكة البسط في حماة؟
    نعم، بعض الحرفيين مثل عبد الكريم عكاش يقدمون جلسات تعليمية غير رسمية في خان رستم باشا، حيث يمكن للزوار تجربة النسج وفهم العملية.
  10. ما الذي يجعل بسط حماة تذكارًا سياحيًا مثاليًا؟
    تجمع بسط حماة بين الجمال الفني والقيمة الثقافية، حيث تحمل قصة المدينة وتراثها. كما أنها متينة وتُعد قطعة فنية تعكس الهوية السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى