مدن وقرى

بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي: نظرة شاملة على الجغرافيا والسكان والاقتصاد

مقدمة: بلدة حربنفسه في قلب ريف حماة الجنوبي

لمحة عامة عن الموقع والأهمية

تُعرف بلدة حربنفسه بأنها قرية ومركز ناحية إدارية تابعة لمنطقة حماة في محافظة حماة بسوريا. تتميز هذه البلدة بموقعها الجغرافي الفريد في الريف الجنوبي لمحافظة حماة، حيث تتاخم الحدود الإدارية لمحافظة حمص، مما يمنحها أهمية استراتيجية وجغرافية بارزة. هذا الموقع يجعل من بلدة حربنفسه نقطة وصل حيوية بين محافظتين رئيسيتين، وهو ما كان له تأثيرات عميقة على مسارها خلال فترات النزاع.  

إن الأهمية الجغرافية لبـلدة حربنفسه تتجاوز مجرد كونها نقطة على الخريطة؛ فقد تحولت إلى محور إستراتيجي رئيسي. خلال النزاع، كانت بلدة حربنفسه طريق إمداد حيوياً للمدنيين، مما يؤكد دورها كشريان حياة للمناطق المحيطة. وفي الوقت نفسه، أصبحت هدفاً عسـ.ـكرياً رئيسياً، حيث شهدت اشتباكات عنيفة ومحاولات متكررة للسيطرة عليها. هذا التداخل بين دورها الإنساني وأهميتها العسكرية يعكس كيف يمكن للموقع الجغرافي أن يحدد مصير منطقة ما في أوقات الأزمات، مما يؤثر بشكل مباشر على سكانها وبنيتها التحتية.  

نبذة تاريخية موجزة عن نشأة بـلدة حربنفسه

تُعد بلدة حربنفسه حديثة البناء نسبياً، حيث شُيدت في بداية الستينيات من القرن الماضي. جاء بناؤها نتيجة لظروف بيئية محددة؛ فبعد أن غمرت مياه بحيرة الرستن المنازل القديمة التي كانت تقع غرب البلدة، تم التخطيط لإنشاء البلدة الجديدة بشكل منظم. هذا الجانب من تاريخها يشير إلى أن البلدة لم تنشأ بشكل عضوي عبر قرون، بل كانت نتيجة لتدخل تخطيطي استجابةً لتحدٍ بيئي.  

إن الطابع الحديث لبـلدة حربنفسه، وتخطيطها الجيد، يمنحها ميزة فريدة في سياق التعافي وإعادة الإعمار. فتراثها لا يتمثل في آثار قديمة أو مبانٍ تاريخية عريقة، بل في بنيتها التحتية المنظمة وشوارعها الواسعة. هذا يعني أن جهود إعادة الإعمار في بلدة حربنفسه ستركز بشكل أساسي على استعادة وتحديث هذه البنية التحتية العصرية، بدلاً من ترميم مواقع أثرية. ومع ذلك، فإن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمباني والبنية التحتية يعني أن هذه الميزة قد تتحول إلى تحدٍ يتمثل في الحاجة إلى إعادة بناء شاملة للحفاظ على طابعها الأصلي، مما يتطلب موارد كبيرة وجهوداً منسقة.  

الموقع الجغرافي والتقسيم الإداري لبلـدة حربنفسه

الموقع الدقيق ضمن محافظة حماة

تقع بلدة حربنفسه في محافظة حماة السورية، وتحديداً في ريفها الجنوبي، على مقربة من الحدود الإدارية لمحافظة حمص. تحدد إحداثياتها الجغرافية الدقيقة عند 34°56′16″N 36°37′47″E. هذا الموقع الاستراتيجي يجعلها نقطة محورية في المنطقة، وتكتسب أهمية خاصة نظراً لقربها من الطرق الرئيسية والمناطق المجاورة.  

بـلدة حربنفسه كمركز ناحية إدارية

تعتبر بلدة حربنفسه مركز ناحية حربنفسه، وهي تابعة لمنطقة حماة في محافظة حماة. هذا الدور الإداري المحوري يؤكد مكانتها كنقطة جذب للخدمات والأنشطة لسكان الناحية الأوسع. بلغ عدد سكان الناحية 52,563 نسمة حسب تعداد عام 2004 ، بينما يذكر مصدر آخر 54,592 نسمة لنفس العام. وتتبع هذه الناحية 23 قرية ، مما يعزز من دور بلـدة حربنفسه كمركز إقليمي حيوي.  

بصفتها مركز ناحية تضم هذا العدد الكبير من القرى وعشرات الآلاف من السكان، فإن وضع بلدة حربنفسه ليس مجرد قضية محلية، بل يمثل مؤشراً حاسماً على استقرار وتعافي منطقة ريفية واسعة. إن أي جهود لإعادة الإعمار أو توفير الخدمات في بلـدة حربنفسه لها تأثير مضاعف على كافة القرى التابعة لها، مما يجعل استعادتها الكاملة ضرورة إقليمية لعودة الحياة الطبيعية. فالخدمات الأساسية التي توفرها البلدة، مثل المياه والكهرباء والتعليم ، هي أساسية لعودة السكان في جميع أنحاء الناحية.  

جدول 1: بيانات ديموغرافية وإدارية لبلدة حربنفسه وناحيتها

الخاصيةالقيمة
البلدسوريا
المحافظةحماة
المنطقةحماة
الناحيةحربنفسه
مركز الناحيةبلدة حربنفسه
عدد سكان الناحية (تعداد 2004)52,563 نسمة / 54,592 نسمة (يُلاحظ تباين طفيف بين المصادر)
عدد سكان البلدة (تقدير ما قبل النزاع)نحو 7,000 نسمة
عدد القرى التابعة للناحية23 قرية
الإحداثيات الجغرافية34°56′16″N 36°37′47″E

القرب من نهر العاصي وبحيرة الرستن

تقع بلـدة حربنفسه على مقربة من نهر العاصي، وتغمر مياه بحيرة الرستن أجزاء واسعة من أراضيها الجنوبية والغربية خلال موسم الأمطار. هذه المعلومة تؤكد على الأهمية المائية للمنطقة، وتوضح كيف أثرت الظروف الطبيعية على التخطيط العمراني للبلدة، حيث كان غمر المياه للمنازل القديمة سبباً في بناء البلدة الحديثة في الستينيات.  

إن القرب من نهر العاصي يمنح بلدة حربنفسه إمكانات زراعية كبيرة، حيث تعتمد الزراعة المروية على هذه المصادر. ومع ذلك، فإن غمر مياه بحيرة الرستن لأجزاء من أراضيها في موسم الأمطار يمثل تحدياً بيئياً وهندسياً. هذا التوازن بين المورد الطبيعي الخصب والخطر البيئي يتطلب إدارة مستدامة للمياه والبنية التحتية. فالتنمية المستقبلية في بـلدة حربنفسه يجب أن تدمج إستراتيجيات قوية لإدارة المياه لا تدعم سبل العيش الزراعية فحسب، بل تخفف أيضاً من مخاطر الفيضانات، مما يضمن استدامة بيئية واقتصادية طويلة الأجل.  

الخصائص الديموغرافية والتخطيط العمراني لبـلدة حربنفسه

تعداد السكان في الناحية والبلدة

بلغ عدد سكان ناحية حربنفسه 52,563 نسمة حسب تعداد عام 2004 و 54,592 نسمة حسب تعداد 2004 في مصدر آخر. أما عدد سكان بلدة حربنفسه نفسها، فكان نحو 7 آلاف نسمة. هذه الأرقام توفر خط أساس ديموغرافي لما قبل النزاع، وتوضح أن البلدة هي المركز لعدد أكبر بكثير من السكان في الناحية، مما يعزز دورها كمركز خدمي.  

ومع ذلك، فإن هذه الأرقام الديموغرافية لعام 2004 لا تعكس الواقع بعد النزاع الذي أدى إلى نزوح كبير. عودة 100 عائلة فقط في فترة ما تشير إلى أن العدد الحالي للسكان أقل بكثير مما كان عليه. هذا التغير الديموغرافي الكبير يفرض تحديات هائلة على تخطيط وإدارة جهود إعادة الإعمار وتوفير الخدمات في بلدة حربنفسه، حيث يجب أن تستند الخطط إلى تقديرات سكانية محدثة ودقيقة لضمان الفعالية. إن الاعتماد على بيانات ما قبل النزاع قد يؤدي إلى سوء تخصيص الموارد وعدم تلبية الاحتياجات الفعلية للسكان العائدين أو المتبقين.  

الطابع العمراني الحديث لبلدة حربنفسه وشوارعها المنظمة

تمتاز بلدة حربنفسه بأنها مخططة تنظيمياً بشكل جيد، وبشوارع واسعة ومنظمة. هذا الجانب العمراني للبلدة يشير إلى بنية تحتية حديثة نسبياً ومصممة بشكل جيد، وهو ما قد يسهل جهود إعادة الإعمار مقارنة بالبلدات ذات التخطيط العشوائي أو القديم جداً.  

على الرغم من أن التخطيط العمراني الجيد لبلدة حربنفسه قد يبدو ميزة لإعادة الإعمار، إلا أن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمباني والبنية التحتية قد يجعل هذه الميزة أقل أهمية مما تبدو عليه. فإعادة الإعمار في بلدة حربنفسه لا تتطلب مجرد إصلاحات بسيطة، بل إعادة بناء واسعة النطاق، مما يحول ميزة التخطيط الجيد إلى تحدي إعادة بناء شاملة للحفاظ على طابعها الأصلي. هذا يعني أن الجهود يجب أن تركز على إعادة بناء الهياكل المدمرة بالكامل مع الالتزام بالتصميم الأصلي، بدلاً من مجرد إصلاح الأضرار السطحية.  

النشاط الاقتصادي في بـلدة حربنفسه

الزراعة كركيزة أساسية (المحاصيل الرئيسية وتربية المواشي)

تعتمد بلدة حربنفسه بشكل رئيسي على الزراعة. تشتهر ناحية حربنفسه بإنتاج المحاصيل الزراعية، وعلى رأسها القمح والشعير والحمص، بالإضافة إلى تربية المواشي. تشمل المحاصيل الشتوية البعلية في المنطقة القمح والشعير والجلبان والبيقية والكزبرة واليانسون والحمص. تُعد الزراعة النشاط الاقتصادي الأهم في محافظة حماة ككل، حيث يعمل فيها نحو 47.9% من القوة العاملة. هذا يؤكد على الأهمية الحيوية للقطاع الزراعي في اقتصاد بلدة حربنفسه وناحيتها، مما يجعله محوراً أساسياً لأي خطط تعافٍ اقتصادي.  

التحديات التي تواجه القطاع الزراعي

يواجه الأهالي العائدون صعوبات كبيرة في استئناف النشاط الزراعي بكامل طاقته. تنحصر الزراعات في منطقة واحدة جنوب التلة، ولا يستطيعون زراعة أراضيهم الواقعة غرب التلة بسبب حاجز “الغربال” الذي يستهدف المدنيين. كما أشار تقرير إلى عدم وجود محاصيل بعلية قابلة للحصاد ضمن دائرة زراعة حربنفسه في أبريل 2025.  

على الرغم من الأهمية المحورية للزراعة في اقتصاد بلدة حربنفسه، فإن النزاع لم يؤثر عليها بالدمار المباشر فحسب، بل خلق أيضاً تحديات مستمرة تتعلق بالوصول الآمن للأراضي الزراعية. إن وجود حواجز أمنية تستهدف المدنيين وعدم وجود محاصيل قابلة للحصاد في مناطق معينة يشير إلى أن التعافي الزراعي في بلدة حربنفسه يتطلب أكثر من مجرد توفير البذور أو المياه؛ إنه يتطلب بيئة آمنة تضمن حرية الحركة والوصول الكامل للأراضي. هذا يؤثر مباشرة على الأمن الغذائي وسبل العيش، ويجعل من الضروري معالجة القضايا الأمنية لتمكين التعافي الاقتصادي الكامل.

جدول 2: أبرز الأنشطة الاقتصادية والمحاصيل الزراعية في بلدة حربنفسه

الخاصيةالتفاصيل
النشاط الاقتصادي الرئيسيالزراعة وتربية المواشي
نسبة العاملين في الزراعة (محافظة حماة)47.9%
المحاصيل الزراعية الرئيسيةالقمح، الشعير، الحمص
محاصيل شتوية بعلية إضافيةجلبان، بيقية، كزبرة، يانسون
تحديات القطاع الزراعيانحصار الزراعات في منطقة واحدة، صعوبة الوصول لأراضٍ أخرى بسبب حواجز أمنية، عدم وجود محاصيل بعلية قابلة للحصاد في فترة معينة

الأنشطة الاقتصادية الأخرى

في محافظة حماة، يعمل 22.4% من القوة العاملة في الصناعة، و29.7% في أنشطة أخرى تشمل التجارة والخدمات. مدينة حماة تُعد سوقاً تجارياً رئيسياً للمنتجات الزراعية والحيوانية. هذا يقدم لمحة عن التنوع الاقتصادي الأوسع في المحافظة، والذي قد ينعكس جزئياً على بلدة حربنفسه، خاصة في مجال التجارة المرتبطة بالمنتجات الزراعية والحيوانية التي تنتجها الناحية. ومع تعافي القطاع الزراعي، يمكن أن تنشط الأنشطة التجارية والخدمية المرتبطة به.  

تأثير النزاع والوضع الإنساني في بلدة حربنفسه

الأهمية الإستراتيجية لبلدة حربنفسه خلال النزاع

لعبت بلدة حربنفسه دوراً متناقضاً خلال النزاع. فمن جهة، كانت طريق إمداد حيوياً للمدنيين، يوفر الطحين والطعام. ومن جهة أخرى، وصفت بأنها بلدة إستراتيجية في ريف حماة الجنوبي الملاصقة لريف حمص الشمالي. تعرضت لقصف مكثف بشتى أنواع الأسلحة ومحاولات اقتحام متكررة من قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي. شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المسلحة. كانت هدفاً لقوات الأسد لتضييق الحصار على ريف حمص الشمالي وتأمين أوتوستراد سلمية – حمص.  

هذا الدور المزدوج لبلدة حربنفسه، كشريان حياة إنساني وهدف عسكري إستراتيجي، أدى إلى تعرضها لقصـ.ـف واشـ.ـتباكات مكثفة، مما فاقم من معاناة المدنيين المحاصرين بين الحاجة للمساعدات والعـ.ـنف المستمر. إن هذا يعكس نمطاً حاسماً في مناطق النزاع، حيث تصبح البنية التحتية المدنية والسكان أضراراً جانبية أو أهدافاً مباشرة بسبب قيمتها الإستراتيجية، مما يجعل التعافي في بلدة حربنفسه تحدياً معقداً لا يقتصر على إعادة البناء المادي فحسب، بل يشمل أيضاً معالجة الندوب العميقة للنزاع.

حركة النزوح والظروف الإنسانية الصعبة

نتيجة للأهمية الإستراتيجية لبلدة حربنفسه والقصف المكثف، نزح أهالي القرى بشكل كامل باتجاه سهل الحولة بريف حمص الشمالي الغربي. أصبحت بلدة حربنفسه خالية من سكانها بالكامل في بعض الفترات. ترافق القصف على البلدة حركة نزوح كثيفة ، وعانى النازحون من أوضاع إنسانية صعبة. سجلت محافظة حماة 5 قتـ.ـلى في يوم واحد جراء القصف ، مما يوضح حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بالبلدة.  

تحديات العودة للنازحين

عادت نحو 100 عائلة إلى بلدة حربنفسه بعد انخفاض وتيرة القصف، لكنهم يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة بسبب غياب معظم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، الماء، والنقطة الطبية. تواجه عودة النازحين تحديات كبيرة، منها الدمار الهائل الذي لحق بالمباني والبنية التحتية ونقص الخدمات. توجد أخطار متعلقة ببقايا الذخائر والقذائف غير المنفجرة والألغام. كما سُجل انتشار لحالات الكوليرا، مع 1430 حالة و26 وفاة في المناطق التي عاد إليها النازحون.  

إن تحديات عودة النازحين إلى بلدة حربنفسه تتجاوز مجرد الدمار المادي ونقص الخدمات لتشمل مخاطر أمنية وصحية جسيمة. وجود الذخائر غير المنفجرة والألغام يشكل تهديداً مباشراً للحياة، بينما انتشار الأمراض مثل الكوليرا يعكس تدهور البنية التحتية الصحية والبيئية. هذا يعني أن العودة المستدامة لبلدة حربنفسه تتطلب تدخلاً شاملاً يجمع بين إعادة الإعمار، إزالة الألغام، وتأمين الخدمات الصحية والنظافة، لضمان بيئة آمنة وصحية. بدون معالجة هذه المكونات الأساسية للسلامة والصحة، فإن خطر إعادة النزوح أو استمرار الأزمات الإنسانية في بلدة حربنفسه يظل مرتفعاً.

جهود إعادة الإعمار والبنية التحتية في بلدة حربنفسه

مشاريع إعادة تأهيل الخدمات الأساسية (المياه، الكهرباء، التعليم)

تشهد بلدة حربنفسه حركة عمل نشطة لإعادتها إلى سابق عهدها في القطاعات الخدمية والتعليمية والزراعية منذ أيار 2019. عمل المجلس المحلي في بلدة حربنفسه على تأهيل أحد الآبار لتوفير المياه وأنشأ مدرسة ضمن بيت مدمر بعد صيانته لتقديم الحد الأدنى من التعليم. تقوم المؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة بتنفيذ وإعادة تأهيل العديد من مشاريع مياه الشرب في أنحاء المحافظة، بما في ذلك بلدة حربنفسه، في أحياء الشيخ عنبر والحوارنة وباب قبلي. هذه الجهود تعكس التزاماً بإعادة الحياة إلى البلدة، على الرغم من حجم التحديات.  

الوضع الصحي والتعليمي في بلدة حربنفسه

على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال بلدة حربنفسه تعاني من فجوات كبيرة في الخدمات. هناك غياب لنقطة طبية ، وطالب الأهالي بتأمين مياه الشرب وتأهيل الشبكة الكهربائية ومركز الطوارئ ومركز الهاتف الأرضي وشبكة الصرف الصحي. وصفت المعلمة صبرية الشاوي واقع بلدة حربنفسه حالياً بالجيد ، مشيرة إلى شعورها بالفخر بعودة العلم السوري. ومع ذلك، يواجه قطاع التعليم في ريف حماة صعوبات كبيرة ودماراً في المباني المدرسية.  

هناك تباين بين وصف واقع بلدة حربنفسه بـ “الجيد” من قبل بعض المصادر والتقارير التفصيلية عن غياب الخدمات الأساسية ومطالب الأهالي. هذا التناقض يشير إلى أن التعافي قد يكون جزئياً أو غير متساوٍ، مما يستدعي تقييمات مستقلة وشاملة لتحديد الاحتياجات الحقيقية لبلدة حربنفسه وتوجيه المساعدات بفعالية. فالتقدم المحرز في بعض المجالات لا يلغي الحاجة الملحة لإصلاحات شاملة في البنية التحتية الأساسية والخدمات الحيوية.

جدول 3: لمحة عن حالة البنية التحتية وجهود إعادة الإعمار في بلدة حربنفسه

الخدمة / البنية التحتيةالوضع الحالي / التحدياتجهود إعادة الإعمار / الجهات الفاعلة
المياهغياب معظم الخدمات الأساسية ، آبار خارج الخدمة، تقنين كبير للكهرباء يؤثر على الضخ  تأهيل آبار، استبدال شبكات مياه الشرب ، بلدة حربنفسه ضمن مشاريع المؤسسة العامة لمياه الشرب ، جمعية الرعاية الاجتماعية  
الكهرباءغياب معظم الخدمات الأساسية، شبكة غير بالمستوى المطلوب، أسلاك وصلات تتعرض للتلف  بحاجة لأسلاك وأعمدة جديدة  
التعليمأنشئ مدرسة ضمن بيت مدمر ، صعوبات كبيرة ودمار في المباني المدرسية بريف حماة  حركة عمل نشطة لإعادة القطاع التعليمي  
الصرف الصحيبحاجة لتبديل شبكة بطول 250 متراً، انسدادات  تمت مراسلة الجمعيات والمنظمات  
الصحةانعدام وجود نقطة طبية ، انتشار حالات كوليرا  بحاجة لتفعيل مركز الطوارئ  
الاتصالاتمركز الهاتف الأرضي خارج الخدمة منذ سنوات  بحاجة لإعادة للعمل  
النظافةجرار يعمل يومين بالأسبوع، نقل القمامة لمكب يبعد 3 كم  لا توجد جهود إعادة إعمار محددة مذكورة

المنظمات والجهات الفاعلة في جهود التعافي

ينشط المجلس المحلي في بلدة حربنفسه في تأهيل الخدمات. تعمل المؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة على مشاريع تأهيل المياه. وتوجد جمعية الرعاية الاجتماعية في بلدة حربنفسه، بالإضافة إلى نقاط اتصال للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في حماة وحمص. هذه الجهات تمثل الركيزة الأساسية لجهود التعافي، وتوفر قنوات للدعم الإنساني والتنموي المستقبلي.  

الخاتمة: آفاق المستقبل لبلدة حربنفسه

ملخص للوضع الراهن

بلدة حربنفسه هي مركز ناحية حديث البناء ومخطط جيداً في ريف حماة الجنوبي، وتعتمد بشكل أساسي على الزراعة. تعرضت بلدة حربنفسه لأضرار جسيمة ونزوح واسع النطاق خلال النزاع، مما أدى إلى تدهور حاد في البنية التحتية والخدمات الأساسية. على الرغم من بعض جهود إعادة الإعمار التي بدأت منذ عام 2019، لا تزال البلدة تواجه تحديات كبيرة في عودة سكانها وتوفير بيئة معيشية مستدامة. إنها تمثل نموذجاً للمناطق السورية التي تسعى جاهدة للتعافي بعد سنوات من الصراع.

التحديات المستمرة وفرص التنمية المستدامة

تشمل التحديات المستمرة لعودة النازحين إلى بلدة حربنفسه الدمار الواسع، نقص الخدمات الأساسية، وجود الذخائر غير المنفجرة والألغام، ومخاطر انتشار الأمراض مثل الكوليرا. لا تزال هناك حاجة ماسة لدعم البنية التحتية في مجالات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات.  

ومع ذلك، توجد فرص للتنمية المستدامة في ريف حماة الجنوبي، والتي تشمل القضاء على الفقر والجوع، وضمان حياة صحية، وتوفير جودة التعليم، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتأمين الطاقة المستدامة، وتعزيز النمو الاقتصادي، وإعادة الإعمار الشاملة. يمكن دعم مشاركة المجتمعات المحلية في تحسين إدارة المياه والصرف الصحي.  

إن تحقيق التعافي المستدام لبلدة حربنفسه يتطلب مقاربة شاملة تتجاوز مجرد إعادة الإعمار المادي. يجب أن تدمج هذه المقاربة أهداف التنمية المستدامة الأوسع نطاقاً، مثل تحسين الصحة والتعليم، وتنويع سبل العيش، وضمان الاستدامة البيئية، وتعزيز مشاركة المجتمع. إن معالجة التحديات المعقدة مثل الألغام والأمراض ضمن إطار تنموي متكامل، مع تمكين المجتمعات المحلية، هو المفتاح لضمان عودة آمنة ومستقرة وطويلة الأمد لسكان بلدة حربنفسه، وبناء مستقبل مزدهر لهم.

الأسئلة الشائعة

1. أين تقع بلدة حربنفسه وما هي أهميتها الجغرافية؟

تقع بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي بسوريا، وتحديداً في محافظة حماة، على مقربة من الحدود الإدارية لمحافظة حمص. تكمن أهميتها الجغرافية في كونها نقطة وصل حيوية بين محافظتين رئيسيتين، مما جعلها محوراً استراتيجياً خلال النزاع. كانت طريق إمداد حيوياً للمدنيين وفي نفس الوقت هدفاً عسكرياً رئيسياً، مما أثر بشكل عميق على مصيرها وسكانها. إحداثياتها الجغرافية الدقيقة هي 34°56′16″N 36°37′47″E.


2. متى تأسست بلدة حربنفسه وما هو طابعها العمراني؟

تُعد بلدة حربنفسه حديثة البناء نسبياً، حيث شُيدت في بداية الستينيات من القرن الماضي. جاء بناؤها نتيجة لظروف بيئية محددة؛ فبعد أن غمرت مياه بحيرة الرستن المنازل القديمة غرب البلدة، تم التخطيط لإنشاء البلدة الجديدة بشكل منظم. تتميز البلدة بطابعها العمراني الحديث والمخطط جيداً، بشوارع واسعة ومنظمة. هذا الطابع يمنحها ميزة في سياق التعافي وإعادة الإعمار، حيث ستركز الجهود على استعادة وتحديث بنيتها التحتية العصرية بدلاً من ترميم آثار قديمة.


3. ما هو التقسيم الإداري لبلدة حربنفسه وكم عدد القرى التابعة لها؟

تعتبر بلدة حربنفسه مركز ناحية حربنفسه، وهي تابعة لمنطقة حماة في محافظة حماة. هذا الدور الإداري المحوري يؤكد مكانتها كنقطة جذب للخدمات والأنشطة لسكان الناحية الأوسع. تتبع هذه الناحية 23 قرية، مما يعزز من دور بلدة حربنفسه كمركز إقليمي حيوي. أي جهود لإعادة الإعمار أو توفير الخدمات فيها يكون لها تأثير مضاعف على كافة القرى التابعة لها.


4. ما هو عدد سكان بلدة حربنفسه وناحيتها قبل النزاع، وكيف تغير هذا العدد بعده؟

بلغ عدد سكان ناحية حربنفسه 52,563 نسمة (أو 54,592 نسمة حسب مصدر آخر) وفق تعداد عام 2004. أما عدد سكان بلدة حربنفسه نفسها، فكان نحو 7 آلاف نسمة قبل النزاع. بعد النزاع، شهدت المنطقة نزوحاً كبيراً، وأصبحت البلدة خالية من سكانها بالكامل في بعض الفترات. تشير المعلومات إلى عودة نحو 100 عائلة فقط في فترة ما، مما يعني أن العدد الحالي للسكان أقل بكثير مما كان عليه قبل النزاع، وهذا يفرض تحديات كبيرة على جهود إعادة الإعمار.


5. ما هي أبرز الأنشطة الاقتصادية في بلدة حربنفسه وما هي التحديات التي تواجهها؟

تعتمد بلدة حربنفسه بشكل رئيسي على الزراعة وتربية المواشي. تشتهر الناحية بإنتاج المحاصيل الزراعية مثل القمح، الشعير، والحمص، بالإضافة إلى محاصيل شتوية بعلية أخرى. يعمل نحو 47.9% من القوة العاملة في محافظة حماة في الزراعة، مما يؤكد أهميتها الحيوية.

ومع ذلك، يواجه القطاع الزراعي تحديات كبيرة بعد النزاع، منها انحصار الزراعات في منطقة واحدة (جنوب التلة)، وصعوبة الوصول إلى أراضٍ أخرى (غرب التلة) بسبب حواجز أمنية تستهدف المدنيين، وعدم وجود محاصيل قابلة للحصاد في بعض المناطق. هذه التحديات تعيق التعافي الاقتصادي الكامل في البلدة.


6. ما هو تأثير النزاع على بلدة حربنفسه من حيث الأهمية الإستراتيجية والوضع الإنساني؟

لعبت بلدة حربنفسه دوراً مزدوجاً ومتناقضاً خلال النزاع. كانت طريق إمداد حيوياً للمدنيين يوفر الغذاء والطحين، وفي نفس الوقت كانت هدفاً عسـ.ـكرياً إستراتيجياً نظراً لموقعها القريب من ريف حمص الشمالي وتأمين أوتوستراد سلمية – حمص. تعرضت البلدة لقصـ.ـف مكثف واشـ.ـتباكات عنيفة، مما أدى إلى نزوح كامل لسكانها في بعض الفترات ومعاناة إنسانية صعبة. هذا التداخل بين دورها الإنساني وأهميتها العسكرية فاقم من معاناة المدنيين ودمر البنية التحتية.


7. ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه عودة النازحين إلى بلدة حربنفسه؟

تواجه عودة النازحين تحديات كبيرة، أبرزها:

  • الدمار الهائل الذي لحق بالمباني والبنية التحتية.
  • نقص معظم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، الماء، ونقاط الرعاية الطبية.
  • مخاطر أمنية تتمثل في بقايا الذخائر والقذائف غير المنفجرة والألغام.
  • مخاطر صحية مثل انتشار حالات الكوليرا، مما يعكس تدهور البنية التحتية الصحية والبيئية. تتطلب العودة المستدامة معالجة شاملة لهذه القضايا لضمان بيئة آمنة وصحية.

8. ما هي أبرز جهود إعادة الإعمار الجارية في بلدة حربنفسه؟

بدأت جهود إعادة الإعمار في بلدة حربنفسه منذ أيار 2019. يقوم المجلس المحلي بتأهيل بعض الآبار لتوفير المياه، وقد أنشأ مدرسة ضمن بيت مدمر بعد صيانته. كما تعمل المؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة على مشاريع تأهيل شبكات المياه. ورغم هذه الجهود، لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، الصرف الصحي، الصحة، والاتصالات.


9. ما هي المنظمات والجهات الفاعلة التي تدعم جهود التعافي في بلدة حربنفسه؟

تدعم جهود التعافي في بلدة حربنفسه عدة جهات، منها:

  • المجلس المحلي في بلدة حربنفسه، الذي يقوم بدور نشط في تأهيل الخدمات.
  • المؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة، التي تنفذ مشاريع لتأهيل المياه.
  • جمعية الرعاية الاجتماعية في بلدة حربنفسه.
  • المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، التي توجد لها نقاط اتصال في حماة وحمص وتوفر الدعم الإنساني.

10. ما هي آفاق المستقبل والتحديات المتبقية أمام التنمية المستدامة لبلدة حربنفسه؟

تشمل آفاق المستقبل لبلدة حربنفسه فرصاً لتحقيق التنمية المستدامة، مثل القضاء على الفقر والجوع، وضمان حياة صحية، وتوفير جودة التعليم، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتأمين الطاقة المستدامة، وتعزيز النمو الاقتصادي، وإعادة الإعمار الشاملة. يمكن دعم مشاركة المجتمعات المحلية في تحسين إدارة المياه والصرف الصحي.

التحديات المستمرة تشمل الدمار الواسع، نقص الخدمات، وجود الذخائر غير المنفجرة والألغام، ومخاطر انتشار الأمراض. يتطلب التعافي المستدام مقاربة شاملة تتجاوز إعادة الإعمار المادي لتشمل تحسين الصحة والتعليم، وتنوُّع سبل العيش، وضمان الاستدامة البيئية، وتعزيز مشاركة المجتمع، لضمان عودة آمنة ومستقرة وطويلة الأمد للسكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى